هـاني وفــا

ما يحدث في لبنان امتداد طبيعي لما يحدث في المنطقة العربية ولكن بشكل مختلف ، لبنان قصة عربية مختلفة بتركيبته الاجتماعية، بجغرافيته وحتى بتاريخه .

مايحدث في لبنان ليست قضية نفايات متراكمة فحسب انما هي قضايا متراكمة رائحتها ازكمت الانوف واعمت الأبصار كونها مست اللبنانيين في معيشتهم اليومية واثرت بالسلب طبعا على الموارد الاقتصادية ومن اهمها السياحة التي تعتبر احد اهم مصادر الدخل في لبنان عطفا على الاوضاع غير المستقرة التي يمر بها .

اعود واقول ان مايحدث في لبنان ثورة على الاوضاع الاجتماعية ، وثورة على الفساد السياسي ، اللبنانيون ضاقوا ذرعا ببلد لازال دون رئيس بعد فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أربع عشرة جلسة برلمانية عقدها مجلس النواب لاختيار خليفة للرئيس السابق، ميشال سليمان، الذي ترك المنصب الرئاسي شاغراً دون ان ينجح.

الفراغ السياسي في اعلى هرم القيادة من الممكن ان يزداد سوءا خاصة بعد ان لوح رئيس الوزراء تمام سلام بالاستقالة والذي قال في تصريح له «أن استمرار القوى السياسية في تعطيل عمل مجلس الوزراء سيوصل البلاد إلى «الانهيار»، مشيرا إلى أن تلويحه استقالته لا يزال خيارا مطروحا على الطاولة» .

ماذا اذا استقال سلام من رئاسة الوزراء في هذا الظرف الحرج ؟ كيف سيكون الوضع في لبنان دون رئيس جمهورية ودون رئيس وزراء؟

بالتأكيد انهيار الدولة نتيجة حتمية في ظل فراغ السلطة التنفيذية بأهم مناصبها ، وفي رأيي هذا ماتريده بعض القوى السياسية اللبنانية ان يتم تفريغ الساحة السياسية حتى تستطيع (القفز) على القرار السياسي ليصبح قرارا حزبيا تخضع له القوى السياسية وسط تباعدها وتشرذمها واختلاف مصالحها حتى بين ابناء الطائفة الواحدة .

من الواضح ان هناك قوى حزبية تريد بقاء الوضع على ماهو عليه و(على المتضرر اللجوء الى القضاء)، وهذا يعني استمرار الوضع وان التظاهرات التي حدثت بسبب ازمة النفايات من الممكن القفز عليها واخذها في اتجاه اخر غير الذي بدأت من أجله ، وهناك مثل عربي مماثل حصل وكاد ان ينجح في مصر عندما قفز (الإخوان) على ثورة الشعب المصري واختطفوها وكادوا ينجحون .

ذات الامر من الممكن ان يحدث في لبنان وكانت هناك ارهاصات له، فتظاهرات (طلعت ريحتكم) سلمية اندس فيها من حاول اختطافها وجرها الى مواجهة مع السلطات الامنية لتحقيق اهداف غير معلنة وان كانت معروفة .

لبنان كان على مفترق طرق اكثر من مرة ونجا بعد ان دفع اثمانا باهظة، هذه المرة لااظن ان ما يحدث سيضعه على ذاك المفترق وان كان سيجعل الكثيرين يعيدون حساباتهم ولبس بالضرورة ان تكون مصلحة لبنان ضمنها .