&مطلق سعود المطيري

الخليجيون -في حسابات المتطرفين -هم شعب الله المختار حيث لا يحاسبون ولا يمنعون من أي سلوك يخالف انتماءهم فقط لانهم خليجيون ولهم طموحاتهم الايدلوجية، فعصابة داعش من ابناء الخليج يحملون في رقبتهم بيعة لإمامهم البغدادي فما ان يؤدوها حتى يكونوا خارج حسابات دولتهم الوطنية التي يحملون جنسيتها، وكذلك هي حال عصابة الولي الفقيه يخضعون لسلطته ويطيعون امره، كلتا العصابتين تنتظر الوقت المناسب الذي تتحول فيه دولهم لولايات تتبع زعماء عصاباتهم..

الحديث اليوم عن عملاء طهران في خليجنا الذين أسقطوا أي اعتبار وطني واخلاقي يربطهم ببلدانهم، الخطورة في هذا النوع من البشر هي عملهم على جعل قضيتهم قضية سياسية تحسب على خلفية القناعات السياسية والثورية أي انها في نظرهم لا تعتبر قضية عمالة لاجنبي وخيانة وطن، وان توجههم نحو استقطاع اراض من الخليج وإلحاقها بإيران يعد اسمى الاعمال التي تقدم من اجلها التضحيات، ووضعوا احترام المذاهب وعدم التعدي عليها مطية يرهبون بها المخالفين لهم في الاعتقاد والانتماء، فاي اعتراض على سلوكهم الخائن يواجهونه بوصف المعترضين بالطائفية والاقصاء حيلة لتخدير الضمائر الوطنية التي ترى ان الوطن يتسع للجميع ولكل الطوائف والمذاهب..

ان تسييس الخيانة حيلة يجب تحويلها لاحجار ثقيلة تصب فوق رؤوس مدعيها، بعض الخليجيين العملاء باعوا بلدانهم في سبيل انتماءات ومصالح خاصة فيهم وهم اقتنعوا ان يكونوا اعداء لبلدانهم فلا سبيل للحوار معهم لردهم لرشدهم الوطني، أحمد المغسل عينة من هؤلاء العملاء الذين يوجد منهم اعداد ليست بالقليلة في حسابات الخيانة حيث 100 عميل أو 50 في بلد واحد يعد رقما مخيفا فما بالك إن تجاوز العدد هذه الارقام، اليوم تجرأ هؤلاء العملاء واصبحت بعض اعمالهم شبه علنية كحال الخلية التي قبض عليها في الكويت بجريمة موثقة امنيا واعلاميا توضح كمية السلاح المهولة التي جلبوها من طهران لتفجير الوضع في الخليج، وقبل ذلك كانت خلية تجسس في المملكة والكويت تم القبض عليهم.

جرائم ايران في الخليج كثيرة ولكن اكثرها دناءة وعاراً هي عمالة ابناء الخليج لها باسم حماية المذهب والولاء للمرشد، فهم بهذا التوجه الايدلوجي يتشابهون تماما مع داعش التي تسعى لتكون قضيتهم معنا قضية عقدية تتجاوز الأوطان وتؤسس القيم الاخلاقية للمعركة المحتملة في المستقبل..

في مثل هذا الوضع لا تحصين للمجتمع من خيانة العملاء الا بقوة السلطة فالخيانة ليست رأياً سياسياً أو سلوكا تعبديا يخالف ثقافة المجتمع أو الدولة ولكنه اختراق امني مدمر من دولة اجنبية تسعى من خلال هؤلاء العملاء الى تقويض الامن واشاعة الفوضى والاقتتال الطائفي.. فقد يكون من الظلم للكلب الذي عرف عنه الوفاء ان نشبه هؤلاء العملاء به، فمعذرة من الكلاب الحيوانية فكلابنا الآدمية تستحق اللعنة والموت.