&عمرو عبد السميع
&
تعددت مظاهر وحشية التنظيم الدينى الإسلاموى الإجرامى (داعش) كما تكتنفه شكوك وغموض كبيران حول علاقته بالولايات المتحدة واسرائيل وتركيا وقطر وأسباب اطلاقه عقوراً مسعوراً على دول المنطقة بعد هزيمة الموجة الأولى من مؤامرة الشرق الأوسط الأوسع باندلاع ثورة 30 يونيو العظمي. ولكن أبرز مظاهر وحشية داعش لم يك الصلب والحرق والقتل الجماعى والتهجير القسري، وانما كان ما يرتبط بالمرأة تحديداً، والتى غالى داعش وأوغل فى اعتبارها كائناً رخيصاً جديراً بالاذلال وبالذات ان انتمت لمن يعاديهم داعش طائفياً وعرقياً وسياسياً.

ولقد كان الايزيديون والايزيديات هم أكثر من تعرض للاضطهاد من جانب داعش، وتفنن العقل الاجرامى لأعضاء التنظيم الارهابى فى العبث بنساء تلك الطائفة واعتبارهن (سبايا) واغتصابهن وبيعهن فى الأسواق.

ومؤخرا شهدت ولاية البركة فى سوريا تجلياً آخر لولع أعضاء تنظيم داعش باهدار كرامة النساء الأسرى (السبايا) من الايزيديات، اذ نظم أحد فصائل التنظيم مسابقة لحفظ القرآن فى تلك الولاية، وخصص لكل من الحاصلين على المراكز الثلاثة الأولى جائزة هى (سبية) أو امرأة أسيرة من الايزيديات، وهكذا قدم التنظيم- كعادته- أسوأ صور الخلط بين الاسلام والتدين من جهة، وبين ممارساته المتوحشة من جهة أخري، حين حاول أن يسحب غطاء أخلاقياً هو (حفظ القرآن والتسابق من أجله) على ممارسات غير أخلاقية تتمثل فى اللهو بالسبايا والاسترقاق الجنسى بكل مظاهره. ومن ثم لم أتعجب حين تابعت- منذ أيام- أنباء تشكيل النساء الايزيديات كتيبة باسم (شنكال بيشا) مكونة من مائة وخمسين مقاتلة مسلحة، انضممن الى أخريات لتكوين أول فوج قتالى من 450 فتاة وامرأة قررن جميعاً أن يحاربن داعش بالرصاص والقنابل والأظافر انتقاماً من ظلاميته التى لطالما أذلتهن وسحقت آدميتهن واسترققتهن جنسياً ونفسياً على نحو مخبول ومتخلف!