&انتخابات مجلس النواب تقسم المصريين… واعتبار حمدين صباحي امتدادا لعبد الناصر لا السيسي


حسنين كروم

كثيرة هي الأخبار والموضوعات التي امتلأت بها الصحف المصرية الصادرة أمس، والتي تنافست في اجتذاب الإهتمام، مثل زيارة الرئيس السيسي لسنغافورة، ثم اتجاهه للصين وتفاصيل الكشف عن خزان الغاز في حقل شروق، الذي توصلت إليه شركة «أيني» الإيطالية وتقديرات بأنه سيصبح أكبر حقل غاز في العالم، وسيبدأ الإنتاج منه بعد ثلاث سنوات ليحل مشاكل كثيرة للبلاد، بينما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات البدء في تلقي طلبات الراغبين في الترشح لمجلس النواب، سواء على المقاعد الفردية أو القوائم الأربع والكشف الطبي عليهم وتحديد سقف الإنفاق على القائمة أو الفردي والرموز الانتخابية والدعاية.

وعلى الرغم من ذلك فقد أخبرنا زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب في «المصري اليوم» عمرو سليم أن حزب النور السلفي لم ينتظر شروط اللجنة في الدعاية، وبدأها فعلا إذ شاهد يافطتين للحزب الأولى تحذر الناس من المواد الغذائية التي ستوزعها الأحزاب العلمانية، وقالت عنها «زيت كافر» و»كيس سكر مش موحد بالله» و «فياغرا فاجرة»، أما التي سيوزعها الحزب فكتب تحتها «زيت مؤمن» و»كيس سكر موحد بالله» و «فياغرا ملتزمة».
ومن القضايا التي تجتذب اهتمامات الأغلبية هي مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ووعود الحكومة بتوفيرها بأسعار معقولة واستمرار حملة «بلاها لحمة» مع أمال بأن تؤدي المنافسة في الإنتخابات الى المساهمة في الحل، وكذلك الإهتمام ببدء سفر حجاج القرعة والإستعدادات للعام الدراسي الجديد.
وإلى بعض مما عندنا:

الأحزاب والانتخابات: اهتمام في
المحافظات وبرود في القاهرة

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على انتخابات مجلس النواب المقبلة والتي بدأت تحتل مساحات متزايدة من الإهتمام في وسائل الإعلام، كما بدأت تجتذب اهتمامات سكان القرى والمحافـــظات التي تتواجـــــد فيها قبائل وعائلات لها تاريخ في خوض الإنتخابات والرغبة في الإبقاء على نفوذها بينما لا اهتمام حتى الآن في القاهرة والإسكندرية على مستوى الناس.
ويوم الاثنين نشرت «المصري اليوم» حديثا مع زميلنا محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة جريدة «الوفد» وعضو مجلس الشعب السابق عن بور سعيد أجراه معه زميلنا عادل الدرجلي قال فيه وهو يغمز «حزب المصريين الأحرار»، دون ذكر اسمه: أحزاب «تخطف» مرشحين من كل الأحزاب، وليس «الوفد» تحديدا وهي أحزاب تقوم بالاتصال بالمرشحين وتطلب منهم الترشح باسمها والعرض يكون دعما ماديا وانتخابيا في ظل ما يحدث بين الأحزاب لا يمكن أن نعلم من ستكون له الأغلبية أو من سيشكل الحكومة، وإذا تم تشكيل الحكومة هل ستستمر أم لا فإننا أمام مشكلة أخرى كبيرة جدا اعتقد أن التيار الديني لن يحصل على أكثر من خمس إلى عشر في المئة من المقاعد بما فيها حزب النور.

«الأهرام»: الإنتخابات
ستحدد وزن الأحزاب الحقيقي

وفي «الأهرام» الاثنين قال زميلنا محمد حبيب ردا على الذين لا يعجبهم حال الناخبين والمرشحين: «اقتربت ساعة الحسم لاختيار ممثلي الشعب في مجلس النواب الجديد، ولا أعذار فقد حصلت الأحزاب وغيرها على الوقت الكافي للاستعداد، ولم تعد هناك فرص أخرى أو مزيد من الوقت للاتفاق على مرشحيها، وبرغم الخوف الذي ينتاب البعض من التشكيلة النهائية للنواب، إلا أن وجود المجلس سيساند في الدفع إلى الأمام على جميع الصعد، بعد المجهود الضخم الذي بذل في المرحلتين السابقة والحالية، والمرتبط بوقف النزيف على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي والأمني إلى حد كبير، جعل هناك استقرارا حافظ على الدولة وشعبها من أياد مخربة نحن لا نستطيع أن نستورد نوابا من الخارج، ولكن نستطيع أن نحسن الاختيار، ولا يمكن أن نستمر على ما نحن عليه، ويجب أن نحقق طموح وآمال الشعب، ما زالت الأقلام التي سنختار بها أمام الصناديق فى أيادينا، ولا أعذار، فالتجارب شاهدة وتحذرنا.

لا للاحزاب التي تخلط الدين بالسياسة

وما أن سمع الدكتور يسري عبد الله كلمة تحذرنا حتى قال في مقال له في العدد نفسه: ليس معقولا ولا مقبولا على الإطلاق أن نرى أحزابا تخلط الديني بالسياسي، وتوظف المقدس للسيطرة على ذهنية العوام وتأجيج مشاعرهم الدينية، ففضلا عن الانتقاص من منزلة المقدس حين يوظف في اللعبة السياسية المراوغة، فإن ثمة تدليسا على الجماهير تمارسه هذه الأحزاب حين تقدم نفسها بوصفها ظل الله في الأرض، ويقدم شيوخها ومنظروها أنفسهم بوصفهم وكلاء السماء على الأرض، فيعدون الناس بالجنة الأرضية، مثلما وعدوهم بامتلاك مفاتيح الجنة الإلهية !! ولا تخفي الأحزاب الدينية ولعها بالسلطة، ولا يمكن لنا جميعا أن ننسى أنها قد أوصلت مصر إلى مفترق طرق قبل الثلاثين من يونيو/حزيران، وذهبت قواعدها الشعبية فيما بعد الثورة للاعتصام في رابعة والنهضة ووضع الدولة المصرية بناسها وجماهير شعبها أمام مأزق تاريخي، ولولا الإرادة السياسية المصحوبة بظهير شعبي قوي لما خرجنا من تلك الحالة التي وضعتنا فيها الجماعة الإرهابية وحلفاؤها الإجراميون. وبعد إن وجود الأحزاب الدينية طعنة حقيقية في جسد الثورة وقيمها النبيلة، وضربة قاصمة لفكرة المواطنة التي تعد أساسا للمجتمعات المتقدمة الساعية صوب العدل والكرامة والحرية وإنسانية الإنسان.
والإشارة للأحزاب الدينية تنصب أساسا على النور، لأن الأحزاب الأخرى قررت عدم خوض الانتخابات وهي «البناء والتنمية» و«الجماعة الإسلامية» و«مصر القوية» و«الوسط».

ياسر برهامي»
عجيب شأن إخوة يوسف!

وتقتضي الأمانة أن نفسح لـ«النور» مساحة كافية للرد، وأوله سيكون لنائب رئيس جمعية الدعوة السلفية، التي خرج منها ياسر برهامي، الذي كتب يوم الجمعة الماضي مقالا في جريدة «الفتح»، لسان حال الجمعية، والتي تصدر كل جمعة فسر فيه أسباب الحملات التي يتعرض لها الحزب والافتراءات التي يتم ترويجها ضده، وشبهها بما تعرض له سيدنا يوسف عليه السلام من أخوته وحقدهم عليه، والذين لم يكتفوا بإلقائه في البئر وهو طفل وإنما حتى عندما جاءوا إلى مصر وهم في حالة ضنك وكرب وقابلوه باعتباره عزيز مصر، دون أن يعرفوه في البداية أظهروا حقدهم مرة أخرى. قال ياسر عنهم وقد شبههم بمهاجمي الحزب وشبه أعضاء الحزب بسيدنا يوسف: «أحببت أن أُذَكِّر نفسي وإخواني بالأسوة الحسنة في مثل هذه الأحوال: الأنبياء الكرام عليهم السلام، ومِن أعظمهم صبرًا وألما على ما سمعه مِن البهتان: يوسف عليه السلام، ومع وقفات إيمانية في قوله تعالى: ﴿قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ (يوسف:77).
عجيب شأن إخوة يوسف، عليه السلام، على الرغم مِن مر السنين وغيابه عنهم؛ فلا يزال الحقد والحسد يملأ قلوبهم عليه، فهم يحاولون تنقيصه وأخيه طالما سنحت لهم فرصة في ذلك، يدل هذا الأمر على طبيعة مرض الحسد والغل، وأنه لا يزول بمجرد مرور الزمن أو بُعد المحسود عن الحاسد، وإنما يزول باستعمال دوائه مِن شهود قسم الله وعطائه لعباده، وأنه يؤثر مَن يشاء بما يشاء، وهم إلى تلك اللحظة لم يستعملوا هذا الدواء، ولذا لما وجدوا فرصة للطعن في يوسف عليه السلام وأخيه؛ انتهزوها وسارعوا إلى النَّيْل منهما فقالوا: ﴿قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ﴾ قال سعيد بن جبير عن قتادة: «كان يوسف عليه السلام قد سرق صنمًا لجده أبي أمه فكسره»، لذا كانت مقالة إخوة يوسف عليه السلام عيبًا وطعنًا فيه يستشفي الحسود بها غلّه وحقده، حتى ولو كانت الواقعة المدَّعاة حال الطفولة، فتكون مسبَّة له مر الدهر، فينزه عنها الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- وتأمَّل كيف كانت محاولتهم التنقيص مِن يوسف عليه السلام سببًا لنقصهم هم، فهم يواجهون يوسف عليه السلام بالطعن فيه جاهلين أن العزيز هو يوسف عليه السلام، فأمر يوسف عليه السلام في نفسه قوله عنهم: ﴿أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾، فكل مَن رام تنقيص غيره بالباطل واتهامه بما ليس فيه رغبة في وجاهة عند ذي سلطان أو عند أحد مِن الخلق، فإن عاقبة مكره السيئ تعود عليه، فيحصل له النقص عند ذي السلطان وعند الناس جميعًا وأتعجب مِن نفسي ماذا يكون شعور إخوة يوسف عليه السلام وظنهم لو علموا أن الذي يعنون بالسرقة مِن قبل هو هذا الملك العزيز أمامهم؟! كيف كان خجلهم وفضيحتهم؟! ثم لو كان صدقًا فما الحاجة في أن يذكروا أمام ملك غريب منهم فضائح إخوتهم، كأن عائلتهم عريقة في السرقة؟! وهل هذا إلا فضيحة لأنفسهم مِن حيث أرادوا تبرئتها؟! فكأنهم يثبتون الجريمة على أخيهم ويؤكدون أنها صفة لازمة في الأسرة.

«الشروق»: المال السياسي
والعصبيات ستلعب في الانتخابات

والله صحيح ماذا يكون شعور أشباه أخوة يوسف في الحياة السياسية الآن وهم يظهرون، والعياذ بالله، حقدهم وحسدهم على حزب النور الذي نشرت جريدة «الشروق» يوم الاثنين الماضي حديثا مع نائب رئيسه بسام الزرقا أجراه معه زميلنا كمال قال فيه مبتعدا عن حكاية سيدنا يوسف وأخوته: الانتخابات المقبلة ضرورية، لكي نرجع إلى المسار السليم، وأخشى أن المال السياسي والعصبيات ستلعب فيها دور كبيرا، ونطمع أن تكون المراحل القادمة أفضل، وأتمنى أن تكون الإنتخابات نزيهة ومعبرة بصورة حقيقية عن الشعب المصري. حتى الآن لم يؤكد أي حزب ذي مرجعية إسلامية خوض الإنتخابات البرلمانية، باستثناء حزب النور، ولا أتوقع تغييرا كبيرا على أي مستوى فى الفترة المقبلة، الإخوان لن يشاركوا نهائيا في العملية الإنتخابية، لأنه بعد التداعيات المتوالية أصبحت الجماعة في حالة رفض تام للعملية السياسية، وهناك حالة اعتراض من شباب الجماعة على قياداتها، وجزء من الشباب سيترك الجماعة ويتجه إلى طريق آخر، ونرجو ألا يكون اختيارهم هو طريق التخريب والعنف.
فرص حزب النور في البرلمان المقبل في علم الغيب، نحن الآن في حالة سيولة سياسية، ولا يوجد تصور وتقديرات لنسب محددة لنا، وسنبذل قصارى جهدنا، ونطمح أن نقدم ما يحتاجه الشعب المصري في الفترة المقبلة.
الخريطة السياسية للبرلمان المقبل ونسب المستقلين والأحزاب لا أستطيع تحديد نسبة أحد، وأخشى أن البرلمان المقبل سيشبه «الفسيفساء» ولن يضم كتلا سياسية كبيرة ظاهرة «شراء المرشحين» في الانتخابات المقبلة ستزيد وبقوة وفي بعض الدوائر الصغيرة، كما كان في الماضي ونتيجة عزوف الناخبين المتوقع، ستحسم المعركة الانتخابية بأصوات قليلة، ويصبح المال هو الحاسم لا يستطيع أحد أن يمنع المال السياسي في الانتخابات، وعملية شراء المرشحين بدأت قبل حكم المحكمة الدستورية ببطلان الانتخابات، ومعروف للجميع من الأحزاب والأشخاص التي تقوم بذلك الحزب يطمع أن يكون رمانة ميزان التوافق الوطني في المرحلة المقبلة، ونحن لا نسعى لأغلبية البرلمان، والدفع بمرشحين للوزراء ليس طموحنا صلاحيات البرلمان في دستور 2014، أقل من صلاحيات البرلمان السابق في دستور 201، والمبالغة في حجم الصلاحيات غير صحيح، ولذلك لن يكون الأخطر كما يرددون.

«الأسبوع»: لا أحد يستطيع التنبؤ
بهوية البرلمان المقبل

ونظل في يوم الاثنين بعد أن نترك «الشروق» ونتجه إلى «الأسبوع» لنكون مع رئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها زميلنا وصديقنا مصطفى بكري وهو خبير في الانتخابات لأنه عضو مجلس شعب سابق لأكثر من دورة، كما أنه سيخوضها هذه المرة على قائمة «في حب مصر» بكري أعطى تصوره التالي: إننا أمام برلمان لا أحد يستطيع أن يتنبأ بهويته، والقوى الأساسية التي سوف تتحكم في قراراته، ذلك أن كل ما ينشر من تحليلات ربما هي اجتهادات شخصية، أو قرارات قد تصح أو تخطئ ولكن لا أحد يمتلك ضمانة فعلية تسير إلى رسم دقيق لخريطة البرلمان المقبل كانت الاتجاهات في البداية تشير إلى أن الرئيس السيسي ربما يكون له حزب، حتى وإن لم ينتم إليه، يستطيع من خلاله حشد المؤيدين لمواقفه وبرنامجه للتقدم بهم إلى الإنتخابات، إلا أن الرئيس نفى ذلك أكثر من مرة، وقال إنه لا يسعى إلى بناء ظهير سياسي في الوقت الراهن.
بعد سقوط الإخوان يطرح السلفيون أنفسهم كبديل سياسي يتصدر المشهد يمتلك السلفيون في مقابل ذلك إمكانات مادية هائلة، تمكنهم من صرف مبالغ طائلة على حملاتهم الإنتخابية وإدارتها بأحدث الوسائل العلمية، والتواصل مع الجماهير بشتى الطرق، إلا أن الشك والريبة لا يزالان هما سمة الجماهير في نظرتها لهذا التيار.
علينا أن ندرك أن القوى المدنية ستواجه خلال الإنتخابات المقبلة، خطابًا مغايرا للسلفيين يسعى إلى الرد على كل ما يثار، ويقدم نفسه باعتباره فصيلاً من تحالف ثورة «30 يونيو»، إذا كان توظيف الدين هو واحد من سمات المعركة البرلمانية المقبلة، فإن المال السياسي سوف يلعب دورًا هامًا في استقطاب كوادر مؤهلة للنجاح في البرلمان المقبل.
وقد تراوحت المبالغ المقدمة ما بين مليون وثلاثة ملايين جنيه، بل وصل الحال إلى الوعد بمبلغ 50 ألف جنيه كراتب شهري لكل نائب يحقق الفوز طيلة الدورة البرلمانية الجديدة ويعتمد هؤلاء على نواب سابقين، أو عناصر تنتمي إلى عائلات وقبائل لها وجود فاعل، وتحديدًا في مناطق «الصعيد» وبعض مناطق «بحري»، على اعتبار أن هذه العناصر لها رصيد عائلي وخدمي يؤهلها للفوز بمقعد البرلمان ولا يجب أن يظن أحد أن من قدم الأموال قدمها لوجه الله والوطن، بل إنه أراد أن تكون له كتلة انتخابية لحسابات سياسية لا يدري أحد أبعادها، وأن هذا المال قد يكون واردًا من الخارج فتصبح التبعية أخطر وأنكى، وقد يرى أصحاب هذا المخطط أن الهدف هو خلق تكتل لتشكيل حكومة مناوئة للرئيس تدافع عن أصحاب رأس المال وتتبنى رؤية معاكسة، وهؤلاء بالقطع سيقودون البلاد إلى نموذج الحالة اللبنانية أو العراقية، وهي حالة أدت إلى الفوضى التي يعيشها البلدان، فهل مصر قادرة على أن تعيش هذه الحالة؟
وهنا يبقى التكتل الثالث، الممثل فــــي دعاة الحفاظ على الدولة وإعادة بنائها وتأييد المشروع الوطني للرئيس عبد الفـــتاح السيسي التيار الداعم لثوابت الدولة الوطنية، والرئيس السيسي، يمتلك أرضية واسعة في الشارع، نابعة من رفض الجماهير للفوضى، وسعيها المستمر لإعادة بناء الدولة وهزيمة المخططات الداخلية والخارجية.
وفي تقديري أن أي تكتلات من الماضي لا يمكن لها أن تسعى إلى إعادة إنتاج «نظام سابق».. فهذا نظام سقط إلى غير رجعة، كما أن أيًا من عناصر الفساد والإستبداد لن تنجح في فرض إرادتها على الجماهير، حتى ولو دفعت أموال الدنيا كلها وسيكون من الظلم معاداة العناصر التقليدية، أو رجال الدولة الذين ينتمون للتنظيمات السياسية للدولة، من منطلق الحرص على التمثيل العائلي، والقبلي، وضمان تحقيق المصالح للدوائر التي ينتمون إليها.. وطالما أن هؤلاء لم تمسهم الاتهامات، أو تصدر ضدهم الأحكام، فلا ضرر ولا ضرار، ذلك أن لهم تواجدهم في الشارع، وسيكونون هم مفاجأة الإنتخابات المقبلة.. وقد لجأت إليهم الأحزاب كافة بلا استثناء.
وبكري يقصد التحذير من نجيب ساويريس مؤسس حزب المصريين الأحرار.

«الكرامة»: السيسي لا يمثل التيار الناصري بل صباحي

وإذا كان بكري وهو ناصري مؤيد للمشروع الوطني للرئيس السيسي فإن ناصريا آخر ومن «حزب الكرامة» في جريدة «الكرامة» لسان حال الحزب والتي تصدر كل أحد شن هجوما عنيفا ضد السيسي، مشيدا بمنافسه في الانتخابات زميلنا وصديقنا حمدين صباحي على أساس أن السيسي لا يمثل التيار الناصري بدر الدين: «لماذا لا يوجد أمل في السيسي؟ إنه لا يخالجنا شك أن الشعب في مصر سوف يعرف الحقيقة بأبعادها كاملة وسوف يكون أداؤه السياسي «بل الثوري» في مواجهتها على مستوى الحقيقة مهما كانت صدمة أو مرارة الحقيقة ولا يخالجنا شك: أن ذلك سيكون موقف كل الشعب بما في ذلك بل في مقدمته القطاع الشعبي الواقع الذي تحمس للسيسي أو بالأصح وبالأدق تحمس «للآمال» التي اعتقدها في «السيسي»، والتي عقدها عليه ولا يخالجنا شك: أن لحظة الحقيقة لن تتأخر كثيرا وأن موقف مواجهة الشعب لمختلف أبعاد الحقيقة لن يمتد أمره لسنوات وقد منح الشعب «السيسي» سنة وقرر أن يصبر خلالها على مكاره وهوان كل المستويات ولكن إذا مرت سنتان على بداية حكم السيسي بينما كل شيء يزداد سوءا وترديا وتدهورا مطردا فإن الشعب أو أوسع قطاع معه سوف يبدأ في إعلان: إن الصبر نفد، وأن له حدوده وسوف يتأكد مجددا: اتق غضب الشعب الحليم اتق ثورة الشعب الصبور بعد انقضاء عامين على «حكم السيسي»، نحسب أنه سوف يبدأ العد التنازلي لإنهاء القصة كلها قصة أشهر وأعجب وهم في التاريخ الحديث والمعاصر لمصر «وهم السيسي».
لقد شوهوا لدى الشعب في تلك اللحظة وبشدة في شأن الحقيقة المتمثلة في حمدين صباحي وقالوا نريد «حمدين»، لأنه ناصري ستأتي لك برجل ليس ناصريا فحسب بل «عبد الناصر جديد» وأغرقوا البلاد في لحظة 2013 إثر ثورة الشعب الثانية ضد حكم الإخوان ولإنقاذ ثورته الأولى ضد حكم «مبارك» الأب والابن أغرقوها بوجه الضابط الكبير السيسي جنبا إلى جنب «ناصر» في صورة واحدة.
ويؤسفني القول إن صديقنا بدر الدين يبدد جهده وطاقته في معركة افتراضية في من هو خالد الذكر الجديد السيسي أم حمدين وكان عليه كما نصحناه هو وغيره من الناصريين أن يهتموا بمناقشة الخيبة القوية، التي انتهينا إليها وانعدام وجودنا السياسي في شكل حزب قوي يجمعنا رغم أن القاعدة الجماهيرية الواسعة موجودة والتخلي عن الأنانية المرضية التي ضربتنا جميعا ويكفي أن جميع القوى الناصرية وعلى قبر خالد الذكر وقعت على وثيقة باندماجنا في حزب واحد فإنها لم تلتزم بها بل زادت روح العداء والخصام بينها لقد انتهينا سياسيا من حيث الحزب بسبب أمراضنا».

«المشهد»: الحربة لا تقبل التجزئة
وسجن الشباب تدمير للوطن

وإلى حزب آخر لا تقل مأساته عن مأساة الناصريين وهو «حزب الدستور»، الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي وكان له صدى، ولكنه تلاشى الآن ودبت فيه الصراعات، كما حدث عندنا من قبل وهرب مؤسسه للخارج ويرفض العودة، رغم أنه ليس مطلوبا في أي قضايا ولا خطر عليه أو على نشاطه، مكتفيا بالتغريدات أو بالصوصوة التي اضطرت رئيسته هالة شكر الله للاستقالة، ورغم ذلك وجدنا مؤيدا للبرادعي يحلق في الخيال كما حلق بدر الدين وهو الشاب محمد حليم بركات يقول في «المشهد» الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل ثلاثاء ويرأس تحريرها زميلنا وصديقنا مجدي شندي وأنظار بركات تتجه إلى العاصمة النمساوية فيينا: «على مدار ساعات الجمعة الماضية شهد العالم الإفتراضي كما يسمونه الناكرون لحقيقة تأثيره على أرض الواقع حدثا جللا يحدث لأول مرة البرادعي يعيد نشر تغريدات الشباب.
بدأ البرادعي الساعات الأولى من يوم الجمعة بكتابة تغريده عبر «هاشتاغ» على «تويتر» بمسمى «حريتهم هي حريتنا» قائلا: حتى من منطلق عقلاني: عندما نجهض حلم الشباب ونقمعهم ونرمي بهم في السجون فنحن نقضي على مستقبل وطن ثم تبعها بتغريده أخرى عبر الـ«هاشتاغ» نفسه، قائلا عبارة: «نيلسون مانديلا» الشهيرة: الحربة لا تقبل التجزئة: القيود التي تكبل شخصا واحدا هي قيود تكبل الجميع، وهنا شارك معظم الشباب عبر «تويتر» في هذا «الهاشتاغ» حتى جاءت المفاجأة المدوية للجميع اعادة نشر كثير من التغريدات لأول مرة لإيصال صوت الشباب لمن تصم أذانهم عن السمع حتى ينقلب «تويتر» إلى أوركسترا كبير يعزف عليه الشباب عزفا جماعيا منتظما عن الحرية لمصر وشبابها المسجونين من خلال نوتة البرادعي الفريدة إلقاء الحجر في المياه الراكدة أنها موهبة منحه الله إياها وأصبحت بالنسبة إليه هواية يجيد ممارستها، فمن حيث لا يدري أحد وحين يستغرق الجميع في لحظة سكون يأتي «البوب» دائما بحجر يقذفه في المياه الراكدة لكن هذه المرة ليست كمن سبقتها فهو يدرك جيدا أكثر من غيره أن البلد لم تعد تتحمل هزة.
على الدولة أن تتخلى عن عجرفتها على التيارات السياسية بمختلف أيديولوجياتها أن تنزل إلى أرض الواقع. وعلى الشباب أن يستمر قدما تجاه الدفع نحو المصالحة وعلى محمد البرادعي ما كان على نيلسون مانديلا.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إيه الحكاية بالضبط مع هؤلاء الناس حزب النور مثل سيدنا يوسف والبرادعي منحه الله موهبة إلقاء الحجر في المياه الراكدة ليحركها وهذه معجزة أن يظل الحجر طائرا في السماء من النمسا ليسقط في مصر، ولكن في أي بحيرة من بحيراتها العديدة؟ وهكذا قادتنا الموهبة التي منحها الله للبرادعي إلى القضايا الدينية».

«الاخبار» تطالب بإعادة النظر في
استمرار شيخ الأزهر على كرسيه

وإلي الأزهر وشيخه، حيث قام زميلنا في «الأخبار» علاء توفيق يوم الاثنين قبل الماضي بوضع صورة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبعد أن تأمله صاح: «مع تواضع أداء مشيخة الأزهر، وعدم قدرتها على تحمل مسؤوليات القيادة الدينية، يتوجب أن نطرح مسألة تعيين شيخ الأزهر، ومسألة عزله أو إعفائه من مهام عمله.
إن الإبقاء على شيخ الأزهر بشكل «يشبه» المطلق بات أمرا مرفوضا، نعم الإبقاء على شيخ الأزهر ساكنا في كرسيه مرفوض منطقيا ووطنيا، بل ودينيا.
دعونا نتأمل الأحداث والأزمات التي تلاحق الأزهر، سواء المشيخة أو الجامعة أو مراحل تعليم ما قبل الجامعة إننا كإعلاميين نطالب بإعادة النظر في استمرار شيخ الأزهر على كرسيه دون مراجعة، لابد من إيجاد جهة ذات كياسة تراجعه، وتملك أن تستدعيه وتسأله في شئون الأمة ودينها، كما تملك أن تحيله إلى جهة أعلي ذات كياسة أيضا لكي تنهي عمله، ويكون ضمن مهامها تجديد شيخ الأزهر لا تغضبوا.. الأمر أخطر من الخواطر، الأمر يحتاج إماما صاحب عزيمة، وصاحب وعي، وصاحب مبادرة، فالإسلام يتعرض لحرب صهيونية، وكذلك مصر، لأن مصر رحم الدين، وتخريب الرحم يؤدي إلى إجهاض الدين، والأزهر عاش وطنيا احتضن شباب الأمة بإخلاص قادته ووعيهم وقدرتهم على التجديد يقي سؤال: أليس لسنوات العمر تأثير على الإنسان؟!
نعم، إذن فلابد من تحديد سن لتقاعد شيخ الأزهر.

مرصد الأزهر للدفاع عن القضايا الإسلامية

لكن حظ علاء شاء أن تنشر «الأهرام» في اليوم الاثنين نفسه قبل الماضي تحقيقا لزميلتنا الجمــــيلة مروة البشــــير عن الأزهــــر، قالت فيه: «في الوقت الذي كانت فيه حملة الهجوم على الأزهر الشريف وصلت إلى ذروتها، كان «حــــراس» الدين الإســـلامي بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهــــر الشريـــف يعكفــــون على مطالعة دراسات وأبحاث من أجل إنشـــاء «مرصد» إعلامي باللغات الأجنبية يتابع جميع ما يكتب عن الإســـلام داخلـــيا وخارجياً في الصحـف والشــــبكات الإخباريـة ووكـــالات الأنــــباء والدوريات العلمية ومراكز البحوث ليقــوم بعد ذلك فريقً بحثي متخصص فى مختلف المجالات بتجهيز ردود شرعية على كل ما يثار من قضايا فكرية، وذلك للحد من تشويه التنظيمات المتطرفة للخطاب الديني وإفساد مخططاتهم التي تهدف إلى تشتيت فكر شباب الأمة ورجالها ونسائها لاستقطابهم باسم الدين.. ولأن المرصد يعمل بعشر لغات كمرحلة أولية، وبطرق ونظم تواكب متطلبات العصر، ذهبنا إلى مقره بالمشيخة لننقل عن قرب كيفية عمل «وحدات» المرصد المختلفة ولنقف على آخر مستجدات استكمال عناصر المرصد المختلفة حول الهدف من إنشاء المرصد باللغات الأجنبية.
قال شيخ الأزهر الشــــريف إن إنشـــاء مرصد الأزهر باللغات الأجنبية يأتي انطلاقا من دور الأزهر في تبني قضايا الأمة الإسلامية وحرصه على نشر وسطية الإسلام ونبذ كل أشكال التطرف والتفريط، خاصة في ضوء ما يشهده العالم من ثورة الاتصالات ومن أحداث متسارعة تفرض على الأزهــــر مواكبـــة هــــذه التطـــورات والأحداث التي تسيء للإسلام والمسلمين وبخاصة تلك التي تأتي من بعض ممن ينتمون إلى الإسلام، فالمرصـــد يتيح للأزهر أن يتفاعل مع الأحداث معرفة وتحليلا وإجابة، من خلال المعلومـــات التي يقوم أعضاء المركز برصدها، كي يتعامل الأزهــــر بالشكل المناسب معها، وهذا لحرصنا على تبني رؤى عصرية جديدة ودفع بكوادر شابة قادرة على التجاوب مع الثقــــافات والحضارات المختلفة، حيـــث يتطلع الأزهر الشريف أن يكون هذا المرصد حصناً يحمي الأمة من خطـــر الاستقطاب للجماعات المنحرفة، والرد على كل ما يسيء للإســـلام في المواقع والصحف والمجلات وإصدارات مراكز البحوث بقصد تشويه الإسلام والتخويف منه، ويضم عشرات الباحثين المتخصصين في اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والإسبانية والأردية، بجانب اللغات الأفريقية (سواحيلي ـ هوسا ـ فولاني ـ أمهري( ومن المقرر إضافة لغات أخرى لاحقًا.

حسنين كروم