&تضارب المواقف تجاه انعقاد مؤتمر مصالحة القوى العراقية اليوم في الدوحة

&في الوقت الذي تدور فيه أحاديث عن احتضان العاصمة القطرية اليوم الأربعاء، اجتماعا لقيادات سياسية سنية عراقية مشاركة في العملية السياسية وأخرى معارضة لها مقيمة في الخارج، للتشاور حول إمكانية تحقيق المصالحة الوطنية، فقد نفت القوى السنية الرئيسية مشاركتها في الاجتماع المذكور.


وأشار رئيس كتلة اتحاد القوى الوطنية النائب احمد المساري إلى أن اجتماع الدوحة جاء بناء على مبادرة تقدمت بها الشقيقة قطر لعقد اجتماع للقوى الوطنية العراقية في الداخل والخارج، بعلم من الحكومة العراقية.
وأوضح المساري، الذي يعتبر أحد عرابي هذا الاجتماع، أن وزير خارجية قطر عندما زار العراق، طرح المبادرة على القوى العراقية لعقد اجتماع بين القوى المشاركة في العملية السياسية والمعارضة لها، لعقد اجتماع في الدوحة للاستفادة من كل الطاقات العراقية الخيرة.


وأكد في تصريح متلفز أن الحكومة العراقية على علم بهذا الحراك وكذلك باقي القوى التي التقى بها الوزير القطري لدى زيارته العراق مؤخرا، منوها أن هناك رعاية أممية ودولية لهذا الاجتماع.
وأوضح المساري أن نواب اتحاد القوى المشاركين في الاجتماع، لن يلتقوا مع وفد حزب البعث وانما مع القوى والشخصيات الأخرى، كما ستكون بعض اللقاءات عبر وسطاء، منوها إلى أن المشاركين من العراق لا يمثلون وفدا رسميا أو كتلا سياسية، وإنما بصفتهم الشخصية.


وذكر أن الاجتماعات سيعقد في الدوحة لقادة الصف الأول في القوى السياسية، وأن الاجتماع يهدف إلى إجراء مشاورات بشأن مشروع المصالحة وبمعونة الأمم المتحدة واطراف دولية»، مشيرا إلى أن حركته ترحب بأي جهود طيبة تريد تحقيق المصالحة بين العراقيين.


وذكرت مصادر مقربة من اتحاد القوى الوطنية لـ «القدس العربي» أن عددا من نواب الكتلة ومنهم احمد المساري ومحمد الكربولي يتحركون لترتيب عقد هذا الاجتماع، رغم أن قرارا رسميا من اتحاد القوى حول المشاركة لم يتخذ حتى الآن. وبيّن المصدر أن الاجتماع يهدف إلى جمع القوى السياسية العراقية داخل وخارج العراق لبحث إمكانية انجاح مساعي المصالحة الوطنية.
وذكر المصدر أن سليم الجبوري رئيس مجلس النواب تلقى دعوة للمشاركة في الاجتماع ولكنه لم يتخذ قرارا في المشاركة من عدمها حتى الآن، مشددا على ان آمال نجاح مثل هذا الاجتماع حاليا لا تبدو كبيرة.
وفي السياق أصدر اتحاد القوى بيانا نفى فيه تصريحات أحمد المساري حول مشاركة اتحاد القوى في اجتماع الدوحة، مبينا أن رئيس اتحاد القوى سليم الجبوري تلقى الدعوة لحضور الاجتماع ولكنه لم يتخذ قرارا بعد بالمشاركة من عدمها. ولدى اتصال «القدس العربي» بالكتلة الوطنية بقيادة أياد علاوي، نفى المسؤول الإعلامي فيها علي أبو كلل وجود أية علاقة لهم من قريب أو بعيد باجتماع الدوحة المفترض، لذا لم يصدر أي بيان عنهم حول الموضوع.


وأشار ان اتحاد القوى الوطنية هو الذي يتحدث عنه لوحده.
وسبق أن أعلنت هيئة علماء المسلمين المعارضة للعملية السياسية في العراق، عدم مشاركتها في اجتماع الدوحة بسبب مشاركة قوى مشاركة في العملية السياسية، كما رفض عدد من الضباط في الجيش العراقي السابق، والمنضمين للمعارضة، المشاركة أيضا للسبب نفسه.


ومن جهة أخرى، اتهم النائب علي البديري، قوى سياسية عراقية نيابية وعشائرية بالعمل على تقسيم العراق من خلال المؤتمرات ومنها مؤتمر الدوحة.
وذكر النائب أن شخصيات من التحالف الوطني واتحاد القوى الوطنية والتحالف الكردستاني يعملون على تقسيم العراق من خلال التصريحات الطائفية، إضافة إلى المؤتمرات التي يعقدونها في الخارج.
وكانت وسائل إعلام محلية وعربية ومواقع التواصل الاجتماعي تناقلت أخبارا مفادها أن شخصيات سنية بارزة ستعقد اجتماعا اليوم الأربعاء في الدوحة، وأن الاجتماع سيحضره رئيس البرلمان سليم الجبوري، ووزير التخطيط سلمان الجميلي.


ويشير المراقبون إلى أن محاولات عدة سبق ان جرت للتوصل إلى مواقف متقاربة بين القوى والشخصيات السياسية ضمن أحزاب المعارضة والمقاومة في الخارج الرافضة للعملية السياسية، وبين القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية، ولكنها كلها أخفقت بسبب تمسك كل طرف بمواقفه.