&مطلق بن سعود المطيري

الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله لواشنطن لن تكون زيارة بروتوكولات تقليدية تؤيدها تصريحات إعلامية تؤكد على العلاقات المتميزة بين البلدين وذلك لعدة اعتبارات اولها واهمها شخصية الضيف، فالملك سلمان تعتبر هذه الزيارة الاولى له لواشنطن منذ تسلمه سدة الحكم فشخصية مثل شخصية الملك سلمان الاستثنائية من المستحيل ان تتجاوز الظروف الاستثائية التي تمر بها المنطقة.. وثانيا ان هذه الزيارة جاءت بعد انتصارات عاصفة الحزم وحسم الامور لصالح الشرعية اليمنية، فهذه الحرب التي لم يعلم عنها الامريكان الا لاحقا ستكون عنوانا يلخص لهم كيف يتعامل السعوديون مع الاخطار المحتملة عليهم؟ والاجابة التي عرفوها هي "بالحزم".

في هذه الزيارة سوف يشتعل الملف السوري بكل تداعياته وايضا سوف تطرح قضية التدخل الايراني في المنطقة مع ادله قاطعة على عبثه باشعال الفتنة والطائفية والتعمد في ضرب الاستقرار في دول الجوار، والشيء الذي يمكن ان يفاجئ المضيف الاميركي ان السعوديين لم يأتوا اليهم لطلب المساعدة ولكن ليوضحوا لهم سلامة موقفهم واخلاقياته الانسانية التي تنكر لها الاميركان في اكثر من موقع خاصة في العراق وسورية، وكيف ان تردد واشنطن سمح لمليشيات ايران والجماعات المتطرفة ان تفرض ارادتها على الاحداث والبشر بتلك الاراضي المنكوبة، يقحم بعض المحليين ملف الاتفاق النووي بالزيارة المرتقبة ويذهبون الى ان المملكة سوف تضغط من اجل تعطيله وهذا موضوع وإن كان به بعض الازعاج للسعوديين ولكنه في اعتقادي انه مستبعد تماما من اجندة المباحثات وذلك يعود لفطنة المفاوض السعودي الذي لن يغيب عنه ان موضوع هذا الملف قد حسم دوليا، وما تبقى من فرص منعه يعود للاميركان انفسهم..

الشيء الذي يجب ان ينتبه اليه الشعب السعودي اولا والعرب من بعدهم ان آلة الدعاية السوداء الفارسية وبعض الهالكين العرب سوف تعمل بكل قوتها الشيطانية من اجل افشال تلك الزيارة شعبيا واعلاميا فهؤلاء الاشرار لا يملكون من قوة التأثير على السياسة السعودية الا التعبئة الجماهيرية بعاطفة كاذبة بعيدة تماما عن الحقيقة، حيث ستركز دعاياتهم على وضع هدف للزيارة وهو المخاوف السعودية من الاتفاق النووي، وهذا من البداية يجب ان يعرفه المواطن السعودي والعربي انه لن يكون هدفا من اهداف الزيارة التي سوف تركز على المخاطر الموجودة على ارض الواقع مع ايضاح ان القوة للتعامل مع تلك المخاوف موجودة وسوف تتحرك بوقتها، السعوديون يعرفون اليوم انه لايوجد الكثير لدى الاميركان من مواقف لهم وللعالم العربي، ولا يحتاجون لتوضيحات جديدة تبرر ترددهم في القضايا الاستراتيجية والمصيرية في المنطقة، وكذلك يعرفون ضعف إدارة الرئيس اوباما امام تلك التحديات وخاصة انه شبه مودع لكرسي الرئاسة وليس لديه فائض من الوقت ليعيد حساباته في سياسته الخارجية، السعوديون في هذه الزيارة هم الاقوى والاكثر وضوحا والاكثر حزما في قضاياهم المصيرية.