& جويس كرم

أعلنت السعودية والولايات المتحدة أمس، اتفاقهما على مناقشة استراتيجية جديدة مشتركة للقرن الـ21 وكيفية تطوير العلاقة بشكل كبير بين البلدين. وأشار بيان مشترك صدر في ختام محادثات أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى أن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قدم إيجازاً للرئيس شمل رؤى المملكة حيال العلاقة الاستراتيجية، وأصدر خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأميركي توجيهاتهما للمسؤولين في حكومتيهما بوضع الآلية المناسبة للمضي قدماً في تنفيذها خلال الأشهر المقبلة.(للمزيد). كما رحب أوباما بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة المملكة العام المقبل، لاستكمال تنفيذ «الشراكة الاستراتيجية» للقرن الـ21 بين السعودية والولايات المتحدة». وبحث الزعيمان في قمة كسر خلالها الرئيس باراك أوباما البروتوكول المعتمد وخرج لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عند مدخل البيت الأبيض مجمل التطورات الإقليمية وأكدا العمل المشترك باتجاه استقرار المنطقة والتصدي لأنشطة إيران، و «التعاون الوثيق جداً» في محاربة الإرهاب والأمور الدفاعية. وفي أول قمة بينهما في البيت الأبيض منذ تسلم الملك سلمان العرش في كانون الثاني (يناير) الماضي، شكر خادم الحرمين الشريفين أوباما «على استضافتنا»، وأكد «النية لجعل أول زيارة رسمية لي إلى الولايات المتحدة رمزاً لعلاقتنا القوية والعميقة».


وأضاف الملك من المكتب البيضاوي «إن علاقتنا تاريخية بالفعل وتعود إلى لقاء الملك عبد العزيز بالرئيس فرانكلين روزفلت في ١٩٤٥». وأشار الى أن العلاقة السعودية- الأميركية «لا تفيد فقط بلدينا إنما العالم بأسره ومنطقتنا، وهذا أمر مهم وعلينا دائماً تعزيز هذه العلاقة وتعميقها في الحقول كافة». وخاطب أوباما: «كما تعرف السيد الرئيس، اقتصادنا هو اقتصاد حر لذلك علينا أن نتيح تبادل الفرص للذين في حقل الأعمال، ولأنه إذا رأى الناس مصالح مشتركة ستعزز العلاقات بينهم». واعتبر الملك سلمان أنه «يجب أن تكون العلاقة مفيدة لكلينا ليس فقط اقتصادياً بل سياسياً وعسكرياً وفي المهارات الدفاعية أيضاً». ونوه خادم الحرمين الشريفين أيضاً بتطلعه لزيارة بلد صديق و «العمل معاً للسلام العالمي». وقال: «إن منطقتنا يجب أن تحقق الاستقرار الضروري لازدهار شعبنا، والحمد لله أنه في بلدنا نحن مزدهرون إنما نريد الازدهار لكل المنطقة ونحن مستعدون للتعاون معك لتحقيق ذلك». وختم الملك سلمان بالقول: «شكرا السيد الرئيس على ضيافتكم وأتطلع لأن أراك في الرياض وأرى مسؤولين أميركيين يزورونا وأيضا مسؤولين سعوديين يزورون الولايات المتحدة».

وقال أوباما إنه «مسرور جداً باستقبال الملك سلمان في المكتب البيضاوي، ويأتي هذا الاجتماع بعد لقاءات مع جلالته، وزيارته الولايات المتحدة تعكس الصداقة الطويلة بين بلدينا». وأضاف: «نحن نواجه تحديات كبيرة في السياسة الدولية، وتحديداً في الشرق الأوسط وأتوقع أن تكون محادثاتنا مثمرة حول قضايا». وشدد أوباما على «أننا نتشارك القلق حول اليمن والحاجة لإعادة حكومة فاعلة وشاملة يمكن أن تتعاطى مع الأزمة الإنسانية... ونتشارك القلق حول الأزمة في سورية وستكون لدينا الفرصة للبحث في كيفية الوصول إلى مرحلة انتقالية سياسية داخل سورية تنهي النزاع المرعب هناك». وتحدث أوباما عن «تعاون وثيق جداً مع السعودية لمواجهة الأنشطة الإرهابية حول العالم وضمن ذلك المعركة ضد داعش».

وأشار إلى أن المحادثات ستتطرق أيضاً إلى «تطبيق الاتفاق الإيراني بشكل فاعل وضمان عدم حيازة إيران السلاح النووي ومواجهة أنشطتها المزعزعة للاستقرار الإقليمي». ولفت أوباما إلى أنه سيبحث مع الملك سلمان القضايا الاقتصادية وأمور الطاقة وتعميق التعاون في حقول التعليم والطاقة البديلة والاحتباس الحراري، لأن «الملك يهمه من دون شك توافر الفرصة والازدهار للشباب (السعودي) مستقبلاً ونتشارك في هذه التطلعات». وسبقت القمة اجتماعات ماراثونية بين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد تُمهد، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» لصفقة أسلحة بقيمة بليون دولار للسعودية. كما اجتمع الملك مع وزير الخارجية جون كيري الذي استقبله والوفد المرافق في مطار قاعدة أندروز. ولمناسبة الزيارة استضافت الإدارة أثناء عشاء خاص الأمير محمد بن سلمان وكارتر بحضور كيري ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير. كما شارك كل من وزراء المال إبراهيم العساف والتجارة والصناعة توفيق الربيعة والصحة خالد الفالح والاستثمار عبد اللطيف العثمان في مؤتمر اقتصادي في واشنطن استضافته غرفة التجارة العربية- الأميركية. وفي البيت الأبيض، حضر اللقاء عن الجانب الأميركي نائب الرئيس جوزيف بايدن ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، إلى جانب مستشارين آخرين، وعن الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير. وسارت تظاهرة خارج البيت الأبيض تاييداً لجهود السعودية في اليمن دعت لاستعادة الشرعية هناك. وصدر ليلاً بيان عن الزيارة.