&&تركي عبدالله السديري&

&من ينظر إلى تلك القمم في تاريخ لبنان مثل كمال جنبلاط، وحكيم الدبلوماسية العربية شارل مالك، الذي تنبأ بسيادة إسرائيل قبل ستين عاماً في رسالته الشهيرة إلى الرئيس كميل شمعون، حيث قامت صحيفة «النهار» مؤخراً بإعادة نشر تلك الرسالة التي مضى عليها أكثر من سبعين عاماً، ولا تزال تنبؤات تلك الرسالة تتحقق إلى اليوم.. وأيضاً على سبيل المثال وليس الحصر تجد الكثير من الأسماء اللبنانية التي أثرت الفكر والثقافة العربية عبر تطوير الترجمة، منير البعلبكي صاحب قاموس المورد، وتطوير الصحافة مثل جبران تويني «الجد»، وابنه غسان، والأخوان تقلا مؤسسا صحيفة «الأهرام» في مصر، وتطوير الطب مثل الدكتور دوبغي الذي لا يزال تمثاله شامخاً في مدينة هيوستن الأمريكية التي شهدت له بالعبقرية واختراعه للقلب الاصطناعي.&

بعد ذكر هذه الأسماء التي تألقت في تخصصات مختلفة ونالت إعجاب واحترام العالم تجد لبنان اليوم يمضي عامه الثاني بلا رئيس، حيث تديره عصابة، وحتى الأسماء المطروحة لتولي الرئاسة لا ترتقي لمستوى التحديات وتطلعات المجتمع لتتغلب على الطائفية واستعادة الكفاءات اللبنانية المهاجرة والتي تعد ثروة لبنان الحقيقية..&

لبنان اليوم -للأسف- هو صورة مصغّرة لضعف وترهّل العالم العربي، حيث انخفضت قدراته التي كانت ذات يوم ترتقي للمستوى الأوروبي إلى مستوى الطائفية وعبث التدخلات الخارجية خصوصاً من إيران..

&