& أمين حمادة

يلحظ الموسم الجديد زيادة لافتة في كمية الإنتاج اللبناني في الدراما التلفزيونية، مستفيداً من جرعة معنوية كبيرة حققها تصدر المسلسلات الوطنية قائمة الأعمال الأكثر مشاهدةً على الشاشات المحلية في رمضان الماضي على حساب الأعمال المشتركة والعربية، وفق احصاءات شركتي «ايبسوس» و«جي اف كي».

لا يمكن نكران دلالة هذه الأرقام، ولكن مع ضرورة الإشارة إلى صدقيتها المهزوزة بسبب تفاوتها بين الشركتين في بلد يعتبر رقعة جغرافية صغيرة نسبياً، اضافة الى أسباب أخرى من ضمنها عدم احتساب الأعمال المشاهدة لبنانياً على الفضائيات العربية، ما ينقص من رصيدها.

ويشمل الموسم الحالي أكثر من عشرة مسلسلات قيد التحضير أو التصوير أو تدخل فعلاً مرحلة العمليات الفنية في المونتاج، وتطغى أخيراً على «الأعمال المشتركة» التي لم تطل حتى الآن جدياً، إلاّ عبر الإعلان عن الاستعداد لتصوير مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة» من كتابة نور شيشكلي وإخراج «شيخ الكار» هشام شربتجي، ومن بطولة باسم ياخور ونيكول سابا وكاريس بشّار وطوني عيسى وغيرهم. يبدو من المنطق أيضاً، ربط ارتفاع اسهم الدراما المحلية بتذبذب مستوى «الدراما المشتركة» (بعضها هجين او مطّعم) في الموسم الماضي، بخاصة السقوط الفني لمسلسل «جريمة شغف» من كتابة شيشكلي وإخراج وليد ناصيف، والتفاوت الكبير في المستوى بين خماسيات الجزء الرابع من «صرخة روح».

ترى كلوديا مارشيليان، الكاتبة اللبنانية الأكثر تــواجداً في ساحة العمل، في اتصال لـ «الحياة» أن تهافت شركات الإنتاج على تقديم الأعمال اللبنانية هذا العام يُعد دليلاً إيجابياً على استحسان الجــمهور لها وارتفاع نسبة مشاهدتها، لكنها ترفض اعتبار الأمر تفوقاً. تقول: «الفن مـــراحل، والأعمال المشتركة أظهرت الدراما اللبنانية الى الخارج ممّا جعلها أقوى وبدأت قــادرة على المنافسة لكنها لا تزال في بداية الطريق، حتى الآن لا نراها في السوق العربية إلّا كعروض ثانية او ثالثة، عسى أن تخرج كعرض أول»، علماً أن مارشيـــليان قدّمت في الموسم الماضي أعمالاً محلية و«مشتركة».

وتشير قراءة ازمنة أحدث الأعمال المقبلة إلى توجه جاد نحو الدراما الاجتماعية التاريخية والحقب الماضية على رغم كلفتها الإنتاجية الأعلى قياساً على المعاصرة، إذ بعد الانتهاء من عرض مسلسل «أمير الليل» (منى طايع وإيلي بربري) الذي تدور مجرياته في أواخر ثلاثينات القرن العشرين، ستعرض قناة «إل بي سي» خلال كانون الثاني (يناير) المقبل مسلسل «الشـــــقيقتان» من انتاج شركة «ايغل فيلمز» وكــتابة مارشليان وإخراج سمير حبشي ومن بطولة نادين الراسي وباسم مغنية وجوزف بو نصار ورلى حمادة وآخرين. ويعود العمل الى حقبة الستينات في كواليس الطبقات الاجتماعية. وتقدم مارشيليان مع الشركة ذاتها عملاً تاريخياً آخر هذا العام، من إخراج فيليب أسمر تحت عنوان «ثورة الفلاحين» الذي من المتوقع بدء تصويره خلال الشهر المقبل. المسلسل الذي يروي أحداث ثورة الفلاحين التي قادها طانيوس شاهين بين عامي 1858 و1860، من بطولة ورد الخال، تقلا شمعون، كارلوس عازار، إيميه صيّاح وآخرين. تعتبر مارشيليان أنّ التوجه نحو «دراما الحقبة» مجرد مصادفة، لافتةً إلى أن نص «ثورة الفلاحين» مشروع قديم «لكنه الآن نضج ووجدنا له الموازنة المناسبة التي لن تظلمه».

وينضم إلى اللائحة مسلسل «كل الحب كل الغرام» من كتابة الراحل مروان العبد، وإخراج ايلي معلوف، على أن تبدأ عمليات التصوير في منتصف تشرين الأوّل (اكتوبر). وتمتد أحداث العمل الذي يتألف من نحو ستين حلقة بين عامي 1914 و1940، ويجسّد بطولته كلّ من كارول الحاج وباسم مغنية وفادي ابرهيم وهيام ونغم أبو شديد وآخرون. وتتحضر شركة «الصدى للإنتاج الفنيّ»، لإطلاق عمل تاريخي ضخم يحكي قصة الليدي هستر ستانهوب تحت عنوان «ساحرة الشرق» من إخراج أسامة الحمد. ويعود مسلسل «بنت القمر» (كريستين بطرس وسيزار حاج خليل) في جزئه الثاني على شاشة «ام تي في».

ومن أبرز المسلسلات الاجتماعية المعاصرة قيد التحضير، مسلسلات «فخامة الشك» (مارشيليان والحمد) و«بلحظة» و«خيانة عظمى» (ندين جابر والحمد)، إضافة الى الجزء الثاني من «وين كنتي» (مرشليان وسمير حبشي)، ومسلسل «زوجتي أنا» (كريستين بطرس وإيلي سمعان).

وتستعيد الدراما المحلية يوسف الخال بعد غياب مواسم، عبر عمل مقتبس من رواية «دعاء الكروان» للأديب طه حسين، من كتابة طارق سويد وإخراج سمير حبشي وإنتاج مروان حدّاد.

&