الحريري يزفّ إلى عون تأييده العلني اليوم تنافس على الرئاسة للمرة الأولى منذ ربع قرن 

 خليل فليحان

اليوم هو اليوم الذي ينتظره المرشح الرئاسي العماد ميشال عون والقوى السياسية الاخرى لإعلان الرئيس سعد الحريري دعمه له خلال كلمة يلقيها مساء في حضور نواب كتلته وفاعليات، ويشرح الدافع إلى هذا الدعم ونتائجه المتوقعة، من إعادة للحياة الى مؤسسات الدولة المشلولة وإنقاذ للوضع الاقتصادي الذي أصبح على شفير الهاوية. وربما يزور الجنرال عون بعد ذلك الرئيس الحريري في "بيت الوسط" إذا سمح الظرف الأمني، لشكره وتنسيق الخطوات في المرحلة الفاصلة عن موعد الجلسة الانتخابية المحددة في 31 من الجاري والتركيز على إتمام الانتخاب خلالها. وقد يحضر اللقاء رئيس حزب "القوات اللبنانية".

وسيراجع الحريري وعون في حضور مساعدين لهما مواقف الكتل وعدد النواب المؤيدين والمعارضين لهذا الدعم، علماً أن أبرز المعارضين هما الحليفان الاستراتيجيان الرئيس نبيه بري والمرشح المنافس سليمان فرنجية. والمسلم به في ضوء المعطيات المتوافرة ان الاتصال المباشر بين الرئيس بري والعماد عون مستحيل في الوقت الحاضر، بسبب الطريقة القاسية التي استعملها رئيس مجلس النواب برفضه انتخاب الجنرال، وما تبع ذلك من كلام نسب اليه ورد عليه من الكتلة النيابية العونية بعد ساعات قليلة بعبارات أعنف، ليلي السجال توضيح من عين التينة ان بري لم يتناول في أي تصريح الثنائية المسيحية – السنية التي ولدت أخيراً. وأتى التوضيح بعد عتاب من الحريري تبلغه منه وزير المال علي حسن خليل عندما زاره في "بيت الوسط" الثلثاء.
وتوقعت مصادر قيادية ان تبدأ مرحلة جديدة بعد إعلان الحريري الليلة دعمه ترشيح عون، وأن تنشط اتصالات في كل الاتجاهات مع استكمال الوفود العونية لقاءاتها مع النواب الراغبين لإطلاعهم على أجواء الجنرال وما يخطط لفعله لدى تسلمه مقاليد الرئاسة.
وأشارت الى ان لـ"حزب الله" وقيادته دورا لا يمكن الاستهانة به في تهدئة هجوم بري، وكذلك السعي لدى فرنجية لقبول ما استجد ومحاولة اقناعه بالانسحاب لمصلحة العماد عون كي يأتي فوزه بأصوات وازنة. وأضافت أن هناك احتمالاً في ضوء مدى التجاوب أن يطلب "حزب الله" تأجيل جلسة 31 الجاري الى 17 من الشهر المقبل، لأن الرئيس بري سيكون غائبا عن البلاد مدة لا تقل عن اسبوع. ودعت الى عدم الافراط في التفاؤل واستباق الأمور نظراً إلى التعقيدات المتداخلة.
ولفتت إلى ان موقف الحريري المؤيد لعون أدى الى نقل الملف الرئاسي من الجمود الى ضمان انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما جعل العديد من الدول الكبرى المعنية باستقرار الوضع السياسي والامني في البلاد تقدّر ما أقدم عليه رئيس "تيار المستقبل" لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ اكثر من سنتين ونصف السنة، وذلك على رغم المساعي التي بذلتها اكثر من دولة كبرى اضافة الى المساعي الداخلية الخجولة التي كانت تفشل دائما في التوصل الى نجاحها، متذرعة باستمرار الأزمة السعودية – الإيرانية التي تطورت سلبا خلال فترة الشغور الرئاسي.
وقد استقت " النهار" هذه المعلومات من مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت، أكدت أيضاً أن "المجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان" التي تضم الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الأمن مع منظمتي الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ستلتئم بدعوة من فرنسا قبل نهاية السنة، وذلك من أجل اتخاذ قرارات مهمة لدعم لبنان مالياً وتحمل أعباء اللجوء السوري وتوفير أسلحة متطورة للقوات المسلحة اللبنانية وتحصين لبنان من أي انزلاق أمني بفعل الإرهاب.
وختمت المصادر بأن المهم في موضوع الاستحقاق الرئاسي هو ان معركة تنافسية ستحصل بين مرشحَين للمرة الأولى منذ نحو ربع قرن في حال استمر النائب فرنجية في ترشحه، وفقا لما صرّح به وما لا يتردد القريبون منه في تكراره.