خالد أحمد الطراح

ظاهرة اجتماعية اعتيادية ان تنتشر الاشاعات في معظم المجتمعات، خصوصا الصغيرة، وليس هناك مؤشر علمي دقيق على مستويات الانتشار ومصادر الاشاعة ومدى تأثيرها في الرأي العام، لكن وضعنا في الكويت مختلف، حيث برهنت الظروف ان «ليس هناك دخان بلا نار»!
ايام معدودة على الاصابع عاشتها الكويت وكأننا على ميعاد معها.. ايام قادتها الاشاعة من مصادر نيابية بعضها بالاسم والبعض الاخر مجهولة المصدر، فيما تسابقت مصادر رسمية مجهولة وبغموض في استهداف نشر الاشاعة، وهو ما حصل فعليا خلال ايام قبل قرار حل مجلس الامة رسميا في 16/10/2016.
ريما هناك تحفظات دستورية حول حل مجلس الامة، وهي تحفظات لها اصحابها ومكانها في نهاية المطاف المحكمة الدستورية، لكن اذا ما فعلا ثبت ان هناك ثغرات دستورية وصدر حكم لمصلحة مجلس الامة 2013 او المجلس القادم، فهذا ليس درسا جديدا في الاخطاء الادارية والدستورية التي غرقت فيها الدولة، فالإبطال الدستوري دونه التاريخ شئنا أم أبينا!
اعود الى الاشاعة التي سرعان ما تحولت الى حقيقة في الكويت خلال ايام سابقت الزمن، وهو امر لافت وغير طبيعي ان تنتشر الاشاعة وتتحول الى حقيقة، واخشى فعلا ان ما يتردد حاليا بعد قرار الحل ان يصدر قرار بالتراجع الكلي عن قرار زيادة اسعار البنزين، واذا ما حدث ذلك، فلابد ان يتم الاعلان رسميا عن تحول الكويت الى موطن الاشاعات ورمز لا منافس لها وافتعال الازمات!
فصول عاشتها الكويت منذ الاستقلال الى اليوم اتسم معظمها بالتناقض الصارخ، فمن الانقلاب على الدستور وحلول غير دستورية لمجلس الامة وادعاءات بعدم تعاون السلطة التشريعية حين ترتعش الادارة الحكومية من المساءلة السياسية ربما لحماية وزير محدد او ملفات يمكنها ان تنسف الكثير من الفساد والمفسدين الى ما وصلنا اليه اليوم من اوضاع مبهمة وتطورات غريبة لم تعرفها العلوم ولا المناورات السياسية، وكأننا امام مسرحية من روايات مشوقة بغموض النهاية وليس المضمون!
الانتخابات في نوفمبر المقبل ولكن السؤال الذي يبحث عن اجابة وافية، هل ثمة «تحديات امنية واقليمية» مستجدة؟ اذا كانت هناك فعلا تحديات او مخاطر، فلا بد من توضيحها من خلال وسائل الاتصال والتواصل وليس منصة الاستجواب في مجلس الامة، كما جاء في رد وزير المالية غير الحصيف على الاستجواب السياسي!
اما اذا كانت هناك اطماع مستجدة، فهذا يعني ان هناك مطامع قادمة في المحيط العربي والخليجي، اضافة الى ما يجري في سوريا الذبيحة والعراق الممزق واليمن الجريح ومخططات الذبح باسم الاسلام، ولابد باي حال من الاحوال ان تكشف السلطات الرسمية في الحكومة عن التهديد القادم والمحتمل حتى لا نعيش بين وهم الاشاعة المفتعلة والحقيقة المرة!