سمير عطا الله

 قبل أكثر من عقد أشار عليَّ صديق بإجراء الفحوصات التي يخضع لها من هم في مثل سني. لم أتردد. وجدت عيادة الطبيب خالية إلا من سكرتيرته. وحتى هي كان يبدو أنها تهم بالعودة إلى منزلها. أجرى الطبيب الفحص العادي، فقال كل شيء على ما يرام، لكن من أجل المزيد من الاطمئنان، أقترح أن يجري فحص الخزعة. كانت تلك أول مرة أسمع باسمها الفني، فقال هلم إلى الغرفة المجاورة. وأحضر وعاء زجاجيًا، وأمسك بي من ناحية وسكرتيرته من ناحية. ثم علا الصراخ وكاد يغمى علي، فضحك مني مخاطبًا سكرتيرته: «الأدباء نايلون سريعو العطب».

أعدت فحوصات العمر المتقدم قبل أسابيع وفقًا لنصائح صديقنا الدكتور إبراهيم مولى. أجرينا فحص MRI في ماكينة لا أدخلها إلا مخدرًا كليًا. لكن الله رحم ودخلتها شجاعًا. وكانت النتيجة والحمد لله سليمة، لكن الدكتور مولى وأصدقاءه اقترحوا الخزعة. هبط ضغطي وعلا خوفي لكنني اتكلت على الله. وسألت الدكتور إبراهيم أين هي غرفة الخزعة، فقال ليس في هذا المستشفى، ويجب الإعداد لها قبل ثلاثة أيام.
وانتقلت طائعًا إلى غرفة الخزعات ترافقني ممرضة من اللواتي يرتاح لهن قلب مشعل السديري. تمددت على السرير وهي تشرح لي أثناء عملية جراحية بسيطة تستغرق نحو الساعة، ويشارك فيها الطبيب الرئيسي ومساعده وممرضة أخرى. وسألتها ضاحكًا: «مثلك؟» فأجابت ما ترجمته «روح انضب وحاج ترجف».
بعد العملية زودتني السكرتيرة ذات البحة، بمجموعة من الأوراق المطبوعة: بمن تتصل إذا شعرت بارتفاع الحرارة. رقم الطوارئ إذا شعرت بألم. رقم الطبيب الذي أغرقني بالمخدر الموضعي، وظل قلبي مع ذات الصوت المبحوح مثل فيفي عبده قبل أن تدخل في معية القرن الحالي.
هل هو الفارق في الطب أم بين الأطباء. من كان قادرًا على مشاورة الطب الفرنسي، فليفعل. إنهم من أفضل الأطباء في أوروبا والأقل تكلفة بين الجميع. هذا حسب خبرتي ما بين خزعتين. وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية.