بديعة زيدان 

يـــخـوض عـــازفـــــو العــود الفلسطينيون «الثلاثي جبران»، اليوم، في قصر رام الله الثقافي، تجربة فريدة من نوعها ليس في فلسطين فحسب بل على المستوى العربي. فمن المقرر أن يستمروا في العزف على أعوادهم 12 ساعة متواصلة في قصر رام الله الثقافي، ما بين العاشرة صباحاً والعاشرة مساء، بمشاركة عــشرات الفـــنانين الفلسطينيين، بمبادرة إنسانية لدعم حملة الكشف المبكر لسرطان الثدي. وهي مبادرة أطلقها سمير جبران وشقيقاه وسام وعدنان، وتبناها شريكهم الثقافي «بنك فلسطين».

وقال الأخ الأكبر سمير جبران لـ «الحياة»: «منذ أكثر من عشر سنوات، أحلم بتقديم عرض كهذا، أي عزف وصلات على العود تستمر ساعات طويلة ومتواصلة، وفق فلسفة تتعلق بعلاقة الجسد بالموسيقى، وبالاستماع والصمت. أدركت أخيراً أنني بدأت أكبر، وأن لياقتي البدنية في العزف على العود بدأت بالانحدار، ولو قليلاً، وكنت في انتظار الحافز، وليس العزف من أجل العزف. وهنا سارعت مع شقيقيّ وسام وعدنان في تلقّف هذه المبادرة دعماً لحملة توعية تتعلق بالكشف المبكر لسرطان الثدي في فلسطين». وأضاف: «أرى أنها مبادرة تستحق منا القيام بهذه التجربة المليئة بالإثارة والقلق والتوتر».

الفكرة انطلقت فنياً من الثلاثي جبران، وجاء شريكهم الثقافي بنك فلسطين ليتبنى الفكرة سريعاً، وهي وليدة أقل من أسبوعين عملياً، أي فترة قصيرة قياساً بضخامة الحدث الذي يشاركنا فيه عشرات الفنانين الفلسطينيين مجاناً، يقدمون فقرات تتنوّع ما بين الدبكة والسيرك والرقص والشعر والموسيقى والرسم والغناء من كل الجغرافيا الفلسطينية».

وأوضح جبران أن الحملة هدفها جمع تبرعات تصل إلى مليون دولار، لشراء أول سيارة متنقّلة ومجهّزة للفحص المبكر لسرطان الثدي، تجوب القرى والمناطق المهمشة والنائية في الضفة الغربية، في حين تخصَّص بقية المبلغ لجمعية الهلال الأحمر في غزة لتقديم الخدمات الطبية لآلاف الحالات المرضية الصعبة في القطاع.

وأضاف: «يمكننا دخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية إذا نجحنا في هذه التجربة. وعلى رغم أن هناك عازفين في العالم عزفوا ساعات طويلة على خشبات المسارح المختلفة في العالم، فإنها ستكون المرة الأولى التي يقدم فيها فنان أو فريق عزفاً لهذه المدة على آلة العود عالمياً... جرت مخاطبات مع القائمين على «غينيس»، على رغم أن هذا ليس هدفنا الأساسي وهو جمع التبرعات لحملة الكشف المبكر لسرطان الثدي في فلسطين».