تركي الدخيل

 يبدو أن الأيام المتبقية قبل يوم الاقتراع لاختيار الرئيس الأمريكي، هي الساعات التي تفصل هيلاري كلينتون عن دخول البيت الأبيض.

فقد اتسع الفارق بين ترامب وكلينتون لصالح الأخيرة، لا تميزاً فيها، بقدر ما هو بسبب سوء منافسها!

يمكن أن نعتبر أن دونالد ترامب، أبو العجائب، وهو ما إن يقع في فخ خطأ من أخطائه ثم ينهض منه، إلا ويقع في حفرة خطأ آخر.

من قضايا التحرش، إلى الإساءة للأقليات، وليس نهاية بتصريحات معادية ضد المسلمين والمكسيكيين والنساء!

على أن وصول ترامب إلى ما وصل إليه، هو ظاهرة جديرة بالدرس، وفي الغالب، فإن صعوده، هو ردة فعل لإحباط حقيقي لسياسات أوباما. هذا الإحباط، لم يكن لدى خصوم أوباما، بل تجاوزهم، إلى مناصريه، من الذين صوتوا له، وضمنهم الكثير من الأمريكيين السود.

والحقيقة أن ترامب، كان خصم نفسه الرئيسي، وعدو حملته الأول، وهو لم يكن جاهلاً جهلاً بسيطاً، بل جاهلاً جهلاً مركباً، والجاهل البسيط من يعترف بجهله، أما المركب، فهو جاهل لا يدري أنه جاهل...

وفيه يصدق قول الشاعر العربي المتقدم:

لا تبلُغ الأعداءُ من جاهلٍ

ما يبلغ الجاهل من نفسه!