إسحاق يعقوب الشيخ

منابعهم واحدة وانتماءاتهم واحدة وإن تفرقوا شيعًا واتجاهات ومذاهب يتنابذون بعضهم البعض إلا أنهم يعودون متضامين ارتباطاً بمنابعهم ويزيلون ما علق بهم من دماء اقتتالاتهم المذهبية الدينية (!)
لقد اصبح للاسلام السياسي احزابه المتفرقة من حزب الله في لبنان الى انصار الله في اليمن: دماء تسيل من القاعدة الى النصرة وإلى داعش والدماء تنزف نزفاً لقد اغرقوا المساجد والكنائس ودور العبادة بالدماء: باسم الدين كان الدين عماده الدم (؟!) السياسة تُعمّد الدين بالدم والدين يُعمد السياسة بالدم: أقطعوا دابر السياسة عن الدين يتعمّد الدين بالرحمة والبركة والمغفرة الحسنة بين الناس. ان جعل ارادة دم الدين في السياسة وإرادة دم السياسة في الدين اغراق الدم بين الناس لقد اغرق الدين السياسة دما واغرقت السياسة الدين دماً وتأصّل دم الدين في السياسة ودم السياسة في الدين (...) فأجرمت السياسة الدين واجرم الدين السياسة (...) نقوا دم الدين من دم السياسة ودم السياسة من دم الدين (!)
يمسكني صاحبي من طرف قميصي ويجرّني بلطف: قائلاً انت تكرر نفسك في ذات الموضوع كأن لا احد يسمع (!)
اقول له من لا يسمع الآن سوف يسمع لاحقاً كل شيء في اتجاه التاريخ لا يضيع لا يمكن ان يضيع (!)
الدولة وحدها معنية بذلك وليس احدا غيرها (...) فالدولة في يدها السلطة السياسية وسلطة الدين أو بتعبير ادق الدولة اكثر نفاذاً في سلطة الدين وسلطة السياسة معاً (!) يقول صاحبي هناك قرار ملكي بحريني يمنع الجمع بين العمل الديني والسياسي اقول لصاحبي ادري.. ادري ولكن يُراد تكريس ذلك كضرورة وطنية في ثقافة المجتمع وتطبيع انسانية مداه في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية وابراز اهميته التاريخية على طريق التشكل العلماني في حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية (!)
ان ارهاب الدين يرتبط بارهاب السياسة كما ان ارهاب السياسة يرتبط بارهاب الدين... لقد اختلط حابل ارهاب السياسة بنابل ارهاب الدين وأخلّت السياسة بالدين كونه علاقة عبادية بين الخالق والمخلوق (!)
فباسم الدين يرفع الاسلام السياسي راياته الملطخة بالدم ويُسيس انشطته باسم الدين للوثوب على السلطة السياسية واقامة دولة الخلافة (...)
منطق في سذاجة انتهاء صلاحيته المادية والفكرية يستهوي الآلاف الذين يتساقطون زرافات ووحدانا في مياه داعش الآسنة كما يتساقط طائر القطا على نقيع الغدير في الصحراء (...) سياسة البترو ــ دولار في الخليج والجزيرة العربية المشغولة بحراك ارادة دبلوماسية الولايات المتحدة الامريكية في سياسة السيطرة ونهب ثروات شعوب المنطقة ايقاع برنامج ما يُعرف بالفوضى الخلاقة اضافة الى ما عُرف مؤخرًا بـ«قانون العدالة ضد رعاة الارهاب» وفق ما اختصر (جاستا) والذي تم اقراره والموافقة عليه من الكونجرس الامريكي تجاوزاً فضاً لصوصياً ضد احترام العلاقات الدولية بين الدول والشعوب ناهيك عن استغلال الولايات المتحدة الامريكية انشطة الاسلام السياسي: داعش في العراق والنصرة في سوريا وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والقاعدة في كل مكان (!)
ان السياسة الوطنية في ضمير دول المنطقة وشعوبها عليها ان تقوم باجراءات وطنية حاسمة في ضرب سياسة البترو ــ دولار في سياسة الولايات المتحدة في المنطقة في الصميم في قطع عمودها الفقري في الاسلام السياسي بالعمل على فصل الدين عن السياسة في الدولة وفي المجتمع وبناء الدولة المدنية وتكريس ارادة مؤسساتها الانسانية في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واطلاق ارادة المرأة التي تشل نصف ارادة المجتمع في مساواة عادلة في الحقوق والواجبات لقد تكشف للقاصي والداني حقيقة الاسلام السياسي وعلى مختلف اشكاله: السلفية المتطرفة والاخوانية والخمينية وفي تجليات انشطة داعش والقاعدة والنصرة وحزب الله وحماس وخلافها من الاسماء والمنظمات الجهادية الارهابية الاستشهادية في الاسلام السياسي (!)
ان الرمادية او الوسطية في الموقف تجاه مصير الوطن الذي تتلاعب به أهواء الاسلام السياسي في رماديته او وسطيته لا يمكن ان يكون بجانب الوطن وانما بجانب الاسلام السياسي الذي يتشكل في انهر من الدماء في ماضيه وحاضره ومستقبله (!)