هيلاري وسوريا

جوش روجين

على امتداد حملتها الانتخابية، تعهدت هيلاري كلينتون بتعزيز عمل الولايات المتحدة ليس فقط لمحاربة «داعش»، ولكن أيضاً لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. ومن يستمع لتعهداتها بشأن إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا وتعزيز الضغط على نظام الأسد، وتقديم الدعم للمعارضة المسلحة، يحسب أن الجناح المدافع عن نهج أكثر إقداماً قد ترجح كفته. لكنها إذا أصبحت رئيساً، ستواجه مخاطر وتحديات هذه السياسة. واعترفت هيلاري في تعليقات صدرت عام 2013، وسربتها ويكيليكس، بأن إقامة منطقة حظر طيران ومنع الطيران العسكري السوري من التحليق، يعني مقتل «كثير من السوريين».

والمعارضة المعتدلة التي تريد هيلاري دعمها قد تفقد حلب قبل أداء اليمين الدستورية. وحينها ربما تكون المعركة ضد «داعش» في الرقة قد اشتد وطيسها مما يستلزم تركيزاً أميركياً.

وتوقع مستشارون ألا تحدث تغيرات كبيرة في السياسة تجاه سوريا في الأسابيع القليلة الأولى من رئاسة هيلاري. فهي تريد قيام فريقها الجديد بكامل العمل الاستخباراتي والتقييم العسكري. والجناح الداعي لمزيد من التدخل في فريقها يضم كبير المستشارين السياسيين جاك سوليفان وخبراء من «مركز التقدم الأميركي» الذي أسسه رئيس حملتها جون بوديستا، الذي نشر الأسبوع الماضي تقريراً يدعو لاستخدام القوة الجوية الأميركية لحماية المدنيين في سوريا. ويعارض هؤلاء عدد كبير من المسؤولين السابقين من فريق البيت الأبيض الحالي ممن نجحوا، بدعم من أوباما، في الابتعاد بالسياسة الأميركية عن الخيارات المحفوفة بالمخاطر في سوريا.
لكن الذين يؤكدون أن تعزيز التدخل الأميركي في سوريا ضره أكثر من نفعه، يعتقدون أنه بحلول موعد أداء اليمين الدستورية في يناير المقبل ستصبح احتمالات القيام بعمل أميركي ناجح أضعف مما هي عليه الآن.

وإذا كانت هيلاري تؤمن حقاً بأن الطريق لمزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط يعتمد على حل المشكلة السورية، فعليها قبول المخاطر التي تصاحب تخصيص المزيد من الموارد الأميركية لإنهاء القتال ومواجهة النظام وشركائه.

* جوش روجين

محلل سياسي أميركي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس