الموصل والرقة وما بينهما

عبد الزهرة الركابي

فيما القوات العراقية تغذ السير والزحف على طريق استعادة مدينة الموصل، من المفيد أن نجري مقاربة، بينها وبين مدينة الرقة السورية، وذلك لتوافر مشتركات سياسية وعسكرية ولوجستية بين المدينتين.

فمدينة الرقة ذات الديموغرافيا الكردية في الغالب، تتمتع بمزايا كثيرة، جعلت منها، مدينة جاذبة للتنظيم الإرهابي (داعش) الذي انتزعها من تنظيمي «النصرة وأحرار الشام» عام 2014، واللذين استوليا عليها في عام 2013.

وهكذا أصبحت الرقة عاصمة «داعش» السورية، مثلما غدت الموصل عاصمة هذا التنظيم أيضا في عام 2014، فكانت المدينتان نقطتي انطلاق له في توسيع نفوذه وسيطرته جغرافيا ولوجستيا، وبالتالي إعلان دولة خلافته المزعومة، وأمام هذه التداعيات التي انعكست سلبيا على الأوضاع في العراق وسوريا والمنطقة والعالم، راح التحالف الدولي وما استتبعه من تحالفات إقليمية وفق مساعي محاربة الإرهاب، يبذل جهودا عسكرية ولوجستية، كي يحد من هذا الاندفاع التوسعي لتنظيم داعش.

لا شك في أن الرقة، تشكل اهمية استراتيجية خاصة لدى تنظيم داعش، فهي عاصمته في سوريا، وبها مركز قيادته الرئيسي، حيث تحولت إلى منصة انطلاق لعمليات التنظيم الارهابي في داخل العمق السوري، هذا فضلا عن كونها عقدة وصل بين الموصل العراقية وباقي مدن الشرق السورية، كما أن لها أهمية استراتيجية من الناحية الجغرافية، فهي تقع على حدود خمس محافظات: الحسكة ودير الزور وحلب وحماه وحمص، ولها حدود دولية مع تركيا.

بينما تقع مدينة الموصل على بعد 410 كيلومترات شمال العاصمة العراقية بغداد، وهي مركز محافظة نينوى، التي تحيطها اربع محافظات، وهي دهوك شمالا، واربيل شرقا، وكركوك جنوب شرق، وصلاح الدين جنوبا، ومن الغرب تحدها سوريا.
وعليه، فإن استعادة الموصل، وهي مسألة وقت لا أكثر، ستنعكس إيجابا على الجهود العسكرية الرامية، الى استعادة مدينة الرقة مستقبلا، وبغض النظر عن الجهة التي ستتكفل باستعادتها، بحكم التداخلات المعقدة في جبهات القتال المشتعلة في الداخل السوري!