الترهيب الامريكي الغربي وكيفية مواجهته

عبد المجيد الشوادفى

الأسلوب الذي يراد به تنبيه الأفراد من خطر يحيط بهم ليتجنبوا ضررا يمكن حدوثه لهم أو وقوعهم فيه وما يتطلب ذلك من تعليمات يجب الالتزام بها يسمي في الحياة الاجتماعية أو العلاقات السياسية للدول «تحذيرا» ويستهدف التنبيه واليقظة والاستعداد والتأهب.. 

كما يعني الإنذار والتخويف والترهيب الذي يعد جزءا من الإرهاب ويقتضي ذلك الكتمان والاخفاء عن ابداء الأسباب التي تتطلب ذلك.. وهذا ما استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية في بيانها التحذيري الذي صدر من سفارتها بالقاهرة يوم الجمعة 7 أكتوبر بما اسمته مخاطر محتملة من تهديدات أمنية في مواقع التجمعات يوم 9 أكتوبر وتبعتها في ذلك التحذير الوهمي كندا وبريطانيا وألمانيا وهولندا واستراليا في محاولة لإثارة حالة من الفوضي والرعب وزعزعة الاستقرار باعتبار أن ذلك اليوم الموعد المحدد لاحتفال مصر بمرور مائة وخمسين عاما علي ممارستها للحياة النيابية وما اثار الغرابة والعجب أن تلك الدول شاركت بوفود لها ضمن 36 دولة في هذه الاحتفالية دون مراعاة أو اعتبار لتحذيراتها من مخاطر سوف يتعرض لها رعاياها..

وقد أثبتت حالة الأمن والأمان علي مدي الأيام التالية كذب التحذيرات وما اشتملت عليه من اجتماعات للبرلمانيين العربي والافريقي وشخصيات وقيادات دولية وقمة ثلاثية بين رؤساء مصر واليونان وقبرص في شرم الشيخ والقاهرة مما كشف زيف تلك المزاعم ونوايا محاولات الترهيب والتحريض علي العنف في إطار مخططات اقليمية ودولية لتحطيم قدرات دول المنطقة العربية واهدار مواردها في حروب ومعارك داخلية وخارجية واستنزاف ثرواتها وتفتيت كياناتها واقامة أنظمة تخضع لسيطرتها..

واستبان ذلك من قانون للكونجرس الأمريكي «جاستا» لمحاكمة ما يسمي رعاة الإرهاب واجهاض «فيتو» الرئيس «أوباما» لمنع تطبيق القانون الذي تستهدف نواياه الخفية ليس المملكة العربية السعودية وحدها وانما مصر ودولة الإمارات وغيرها باعتبار أن من بين مرتكبي أحداث «11 سبتمبر 2001» الأمريكية أفرادا ينتمون لهذه الدول..

وما اثار الدهشة أن تتناقض تلك التصرفات من جانب أمريكا والدول الغربية مع تصريحات السفير الأمريكي الأسبق بعد عودته رئيسا جديدا للجامعة الأمريكية بالقاهرة «ريتشار دوني» في حواره للأهرام يوم 9 أكتوبر.. بأنه لا يوجد «أجنبي» قادر علي إحداث التغيير في مصر ومن يعتقد غير ذلك فهو مجنون.. والمشكلة أن السياسة الأمريكية تقف بالمرصاد والترصد للسياسة المصرية ولا يجب علي أمريكا أن تخبر مصر بما يجب فعله داخليا وهذه شهادة واحد من أهلها.. ولهذا فان الأمر يقتضي من كل الدول العربية الا يتوقف رد الفعل لديها علي الاستنكار والرفض أو حتي الادانة وانما أن تكون للعرب جميعا القدرة والإرادة علي كيفية المواجهة بالمثل وتستخدم أيضا التحذيرات وإصدار القوانين لمعاقبة الأمريكان وأوروبا بما يستدعي تحذير الرعايا العرب والمسلمين هناك.. وأيضا من الجرائم التي وقعت في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ما يستحق المحاكمة الجنائية وطلبات التعويض المالي.. ولكن يبقي التساؤل.. هل نحن فاعلون.. إنا لمنتظرون.