مشاري الذايدي

 أمس أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالعاصمة السعودية الرياض، حكمها الابتدائي بإعدام 15 مدانًا في خلية التجسس الإيرانية التي تضم 32 شخصًا، وتبرئة شخصين، والحكم بالسجن لمدد متفاوتة لـ15 آخرين.
هذا حكم «ابتدائي» لم يصل للدرجة النهائية الباتّة، قد يشدد وقد يخفف، لكن السؤال هنا: هل حكام إيران الخمينية اليوم يحبون الدولة السعودية؟ هل هم في حالة عداء، بل حرب مفتوحة على السعودية في الإقليم والعالم كله؟ هل «يتعفف» المخطط الخميني عن اختراق سيادة الدول، وتجنيد العملاء، وتأسيس الشبكات الإرهابية؟ هل العمل في الظلام، غريب على السلوكيات الخمينية؟
ثم إذا كان هذا كذلك، وهو كذلك، فهل سيعجز حرس الخمينية، قادة الإرهاب الإيراني، عن إيجاد عملاء لهم بالسعودية، كما أوجدوا من قبل عملاء لهم بالبحرين والكويت والإمارات واليمن والسودان وتونس والمغرب وطبعا سوريا والعراق ولبنان؟
ما هو جزاء من يقدم معلومات خطيرة تسهل للعدو، هنا نقصد النظام الخميني، تدمير الأمن السعودي، اختراق القوات المسلحة عبر صيد معلومات حساسة عنها، مثل تحركاتها، وتعاميمها السرية، أيضا ما هو جزاء من يقدم معلومات، هو مؤتمن عليها بحكم عمله في البنك أو مؤسسات حكومية وخاصة أخرى، لشياطين الحرس الثوري الخميني؟
هذه خيانة صريحة، وجزاء الخيانة العقاب، بشتى درجاته، حسب تقديرات قضائية محددة. مع اشتراط توفر البيئة القضائية العادلة، والإجراءات الصحيحة، وتقديم كل التسهيلات التي هي من حق المتهم، حتى يدفع عن نفسه التهمة، هذا حق لا منّة فيه على أي متهم، بأي جرم.
حق يقدمه النظام الإجرائي في الدولة السعودية لمتهمي «داعش» و«القاعدة»، كما هو لمتهمي «داعش» الخمينية، نسخ أحزاب الله.
معظم المدانين يعملون في السلك العسكري والدبلوماسي. كما ضمت خلية التجسس 32 متهما (30 سعوديا، وإيراني، وأفغاني). الحكم «الابتدائي» جاء بعد 10 أشهر من المحاكمة، 160 جلسة، شارك فيها نحو 100 محام.
قبض على الخلية، بل الخلايا، في 2013 بعملية نوعية متزامنة في 4 مناطق سعودية هي «مكة والمدينة والرياض والشرقية».
أريد القول إنه يجب التنبّه هنا لمسألة مهمة، وهي أن وجود عملاء وخونة سعوديين للنظام الخميني، يجب أن ينحصر فيمن أدين بشكل نهائي، لا يعمم هذا الوصف على قواعدهم الاجتماعية، الشيعة هنا، فالشر يخص ولا يعم، وكما أن هناك «خونة» من عصابات «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان» يقدمون الولاء لجماعاتهم وأحزابهم على حساب الوطن، فكذلك الحال مع خونة الخمينية بالسعودية.
الخائن يحاسب، لكن يجب الحذر من التشفّي وإطلاق حملة مطاردة الساحرات.