عبدالزهرة الركابي

في خضم اشتداد أوار معركة استعادة الموصل، بدا الحديث بشكل لافت عن مرحلة ما بعد «داعش»، وهو حديث تخلله نقاش متباين عن مستقبل المرحلة الموعودة في بعض مراكز الدراسات العراقية، كما أن بعض الوفود الأوروبية والأميركية، ممن زارت العراق مؤخرا أو ابان فترة المعركة المذكورة، كانت مهمتها بالأصل هي استكشاف رؤية المسؤولين العراقيين للمرحلة المنتظرة، لا سيما ما يتعلّق بمحافظة نينوى ومركزها الموصل، مع التنويه ان مثل هذا الأمر لم يتم التطرق إليه، خلال معركتي استعادة محافظتي صلاح الدين والأنبار.

ولو أخذنا الوفود الأميركية التي زارت العراق في الفترة الأخيرة للغرض الذي نحن بصدده، نذكر المبعوث الخاص للرئيس الأميركي أوباما ومنسق التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بريت ماكغورك. بيد أن الوفد الأميركي الذي زار العراق مؤخرا والتقى المسؤولين العراقيين بمن فيهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، هو الأكثر كشفا عن مهمته، من خلال ما ضمه من أعضاء معنيين، حيث كان برئاسة السيناتور الديموقراطي جاك ريد العضو الاقدم في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي، وضم الوفد كلا من اليزابيث كينك مسؤولة الاقلية في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي، ومايكل نوبلت عضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي، ومايكل كوبكن عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي.

وقد كان عنوان مباحثات الوفد الأميركي حسبما أفادت البيانات الصادرة بشأن هذه الزيارة، هو «مواجهة الإرهاب يجب ألا تقتصر على الحل العسكري فقط، بل يجب أن يتم محاربته فكريا واقتصاديا، لضمان عدم عودة الافكار المتطرفة مرة اخرى، والاعداد لمرحلة ما بعد داعش بشكل جدي».

والواقع ان إثارة المخاوف في هذا الوقت، بشأن تقسيم الموصل في مرحلة ما بعد «داعش»، إنما تأتي من باب عرقلة وتعطيل معركة استعادة الموصل، لأن جميع ما يُذكر هي مجرد احتمالات غير واردة بل هي مجرد تكهنات، وانها ستنتهي بانتهاء وجود «داعش» في العراق، كونها قد وجدت بوجوده، وان العراق مقبل على مرحلة جديدة متمثلة بالانتعاش السياسي عربيا واقليميا وحتى دوليا، كونه قد تجاوز مرحلة الخطر، وهو الان يشغل مساحة جيدة، ومتصاعدة في الاهتمام العالمي.

عبدالزهرة الركابي