الأحساء - محمد الرويشد

& حكاية الشاب سجاد العويض «17 عاماً»، مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، حين جاء لزيارته مع مصابي جريمة الاعتداء على مسجد الرضا في حي محاسن في الأحساء، غدت «حكاية سعودية ورسالة» يتحدث عنها الناس باستحسان، فحين اطمأن الأمير على الشاب وأراد المغادرة، سمع صوتاً يستوقفه «لي طلب طال عمرك». ويروي الشاب العويض لـ«الحياة» أنه «حين دخل ولي العهد بهيبته المعهودة، لم أصدق أنني أصافحه وكانت الرهبة تحيط بي، لكن سرعان ما تبدل الخوف والتوتر إلى حب ملأ الغرفة، فكان حديثه وسؤاله عني وعن المصابين وبابتسامته الأبوية خير بلسم لجراحنا، ونحن نثمن ونقدر أنه قطع إجازته الخارجية ليواسينا، وهذا دليل على حرصه على التخفيف عنا ومواساتنا لكوننا أفراداً من الأسرة السعودية الكبيرة».

وعن السيلفي الأشهر الذي تحقق له قال العويض لـ«الحياة» وهو مبتسم: «كان الأمير محمد متجهاً نحو الخروج، ورغبتي في أن تجمعني صورة معه كانت حلماً وأردت أن يتحقق، فقلت له هناك طلب طال عمرك، وبلهفة حانية قال لي أطلب ما تريد فقلت له أريد أن أصور معك سيلفي فابتسم ووافق على الفور وانحنى نحوي لألتقط أروع صورة في حياتي».

وقال: «كثيرون استغربوا طلبي، والبعض قال لي لماذا لم تطلب وظيفة أو منزلاً أو مالاً، وكنت أخبرهم بأن كل هذه لا تعادل الصورة التي جمعتني بولي العهد وهو منحنٍ نحوي يواسيني على جراحي التي أفخر بها»، مضيفاً: «لو كنت طلبت أي شيء سيحققه لي ولن يقصر في ذلك، لكنني حظيت بمصافحته والحديث معه والتصوير أيضاً وهذا يكفيني لأن أمنية حياتي تحققت». ولم يكتفِ العويض بالتقاط صورة مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، بل زاد على أمانيه بحسب قوله أمنية أخرى تحققت والتقط صورة سيلفي مع أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ليحقق بطل السيلفي الذي هزأ من جراحاته وضحك على الخوف الذي أراد الإرهاب أن يزرعه في داخله بصور سيلفي تجمع القيادة بالشعب وتؤطرها ابتسامة عريضة في مقابل عبوس في وجوه الإرهابيين من عدم تحقيق أهدافهم في شق الصف الوطني.

أصيب العويض بشظايا في قدمه، وهو يرقد في مستشفى الملك عبدالعزيز للحرس الوطني في الأحساء، ويتماثل للشفاء، وعن الشهرة التي حققها طلبه، قال: «الشهرة لا تعنيني ولا تهمني، لكني سأبقي هذه الصورة لأبنائي لأحكي لهم ما حصل وأفتخر به»، وعند الانتهاء من التقاط الصورة شكر العويض ولي العهد، إلا أن المفاجأة تحققت حين قال له: «بل أنا من يشكرك لأنك سمحت لي بالتصوير معك»، في موقف أقل ما يقال عنه أنه «تواضع العظماء».