&FINANCIAL TIMES

حرب تدور أمام الملأ بين جو بيريلا وزميله السابق كريمر قد تكون متجهة إلى المحكمة

ساجيت انداب وجيمس فونتانيلا خان من نيويورك

&الحرب بين جو بيريلا وأحد زملائه السابقين أصبحت تدور أمام الملأ، وربما تكون متجهة إلى المحكمة؛ لذا يشعر البعض بالقلق من أن قضية قانونية ستلفت الانتباه إلى التوظيف، وسياسات الاستبقاء في هذه الصناعة.

في ظل ظروف مختلفة، ربما يُعجَب جو بيريلا من جرأة المشاريع التي يتحلى بها زميله السابق مايكل كريمر.

بيريلا (74 عاما) هو أسطورة في سوق وول ستريت لدوره في تحويل عمليات الاندماج والاستحواذ من مصرفية راكدة إلى أعمال براقة، تشتمل على أموال كبيرة. وهو معروف أيضا بقيامه بخروج عجيب من اثنين من البنوك الكبرى -فيرست بوسطن ومورجان ستانلي- لتأسيس بنوك متخصصة تحمل اسمه.

على أنه في شباط (فبراير) العام الماضي علم بيريلا على ما يبدو أن كريمر (47 عاما) كان يخطط للخروج من شركته ولم يشعر بالارتياح لذلك.

شركة بيريلا، بيريلا واينبرج بارتنرز (PWP)، تدعي في وثائق مقدمة إلى المحكمة أنها اكتشفت مؤامرة من قبل كريمر لترك وظيفته، وإطلاق بنك استثماري منافس مع عدد من الزملاء. في صدى للسيرة المهنية لبيريلا، كان يمكن أن تكون هذه المرة الثانية لشروع كريمر بإنشاء مشروعه الخاص.

طُرِد كريمر وثلاثة من رفاقه وتمت مقاضاتهم في نهاية المطاف من قبل شركة (PWP)، التي قالت إنهم خرقوا اتفاقيات عملهم. "بدلا من بناء شركتهم الخاصة من الألف إلى الياء أو دفع ثمن شركة بالكامل من خلال الاستحواذ على شركة أخرى، قرروا سرقة شركة الممارسة التي أنفقت عليها (PWP) ملايين الدولارات وأكثر من سبع سنوات من الجهد لتطويرها"، وذلك وفقا لما جاء في الشكوى المرفوعة من شركة (PWP) في نيويورك في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

كريمر وزملاؤه ردوا بإطلاق دعوة مضادة تنفي وجود أي خطة لمغادرة الشركة. ويدعون فيها أيضا أن (PWP) شهرت بهم واستولت ظلما على 60 مليون دولار من الأسهم، التي كانت المجموعة قد حصلت عليها بطريقة مشروعة عن طريق استخدام عقود العمل "سلاحا" ضدهم.

ويجري النظر إلى معركة بيريلا-كريمر عن كثب من قبل المختصين في عقد الصفقات في وول ستريت. وفي حين أن النزاعات تنشأ في كثير من الأحيان بين الممولين الذين يسعون إلى نشاطات تعطي فرصا أفضل، هذه تعتبر حالة نادرة من الخلاف الذي اندلع إلى ساحات المحاكم.

من شأن المحاكمة أن تسلط الضوء ليس فقط على الأعمال الداخلية لبنك استثماري محترم، ولكن يخشى بعض المصرفيين من أنه يمكنه أيضا فتح نقاش غير مرحب به حول "المواثيق التقييدية" - أي أحكام عقود العمل التي تعتبر حجر الأساس في هذه الصناعة.

وتشتمل هذه على "إجازة البستنة"، وهي كناية عن السماح للموظفين بتلقي الرواتب بعد تركهم العمل لمنعهم من البدء فورا في وظيفة جديدة مع إحدى الشركات المنافسة. ويمكن لبنود عدم الالتماس وعدم المنافسة، التي تعتبر شرعيتها مثيرة للجدل، أن تتعرض أيضا للتمحيص والتدقيق.

كما يقول ريتشارد رايس، وهو محام مختص بالقضايا العمالية في هوجت نيومان الذي لم يشارك في هذه القضية: "المواثيق التقييدية هي في الواقع أداة رائعة لإحباط المنافسة". ويضيف: "التهديد البسيط للتقاضي حول هذه الأعمال يعمل كأداة لإلحاق الألم للأطراف المقابلة مع عدد أقل من الموارد".

سباق للمواهب

أسس بيريلا شركة "بيريلا واينبرج" عام 2006، بعد سنة من استقالته من بنك مورجان ستانلي، خلال الاضطرابات التي كانت تجتاح حينها الرئيس التنفيذي فيليب بورسيل. ووظف مجموعة صغيرة من زملائه في بنك مورجان ستانلي وجلب بيتر واينبرج، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جولدمان ساكس الدولية إلى شركته.

&

جد واينبرج، سيدني، يعتبر المهندس المخطط لبنك جولدمان ساكس الحديث، وعديد من أفراد أسرة واينبرج يشغلون المناصب العليا في البنك. وتكسب (PWP) أكثر من مليار دولار من أسر بما في ذلك أسرة واينبرج، وكذلك من صندوق "استثمار" و"مؤسسة الخليج للاستثمار" في الشرق الأوسط.

&

مثل عديد من الشركات المتخصصة في عمليات الاندماج والاستحواذ، تطمع شركة (PWP) في ممارسة إعادة الهيكلة المالية، لاستكمال أعمالها الأساسية الاستشارية للاندماج. بعد طفرة في الاستثمار في السندات المتعثرة في التسعينيات، أصبحت أعمال إعادة الهيكلة تجارة مربحة. وكان كادر المصرفيين والمحامين الذين ركزوا على هذا التخصص، قد أصبحوا فجأة محط الأنظار وتتم مخاطبتهم لاجتذابهم للانضمام إلى البنوك الصغيرة مثل لازار وإيفركور. في قطاع السندات المتعثرة، كان يعرف كريمر باعتباره مصرفيا موهوبا، وإن كان أحيانا يتناطح مع زملائه. في عام 2007، استحوذت شركة PWP على شركة كريمر، كابيتال بارتنرز. وعين كريمر في منصب الرئيس المؤسس لوحدة إعادة هيكلة PWP، وأعطي مقعدا في لجنة الإدارة.

بدأ كريمر حياته المهنية عام 1989 في شركة هوليهان لوكي في لوس أنجلوس، كعامل إدخال بيانات، ولكنه برز بسرعة وأصبح شريكا في عمر 28 سنة.

يقول أحد المصرفيين الذين عملوا معه عن كثب: "بدأ مايك كمتدرب ثم وصل إلى شريك أسرع من أي شخص في تاريخ شركة هوليهان لوكي. إنه واحد من أقوى العاملين الذين قابلتهم".

في هوليهان، التقى كريمر بديرون سلونكر وجوشوا شيرر وآدم فيروست، الزملاء الثلاثة الذين طردتهم أيضا شركة PWP. في عام 2001، ترك كريمر وفيروست شركة هوليهان للعمل لدى شركة بوتيك أخرى، هي جرينهيل، حيث أسسوا مجموعة إعادة الهيكلة. بعد الاشتباك مع إدارة جرينهيل، غادر كريمر عام 2005 لبدء شركته.

ويتفق الطرفان على أن كريمر كان صانع صفقات ناجحا في PWP، ولكن بعد سبع سنوات، لم تعد له حظوة مع كبار قادة PWP. وأفادت الشكوى المقدمة من PWP: "في حين كان كريمر شريكا موهوبا ومنتجا، كانت لديه صعوبة في العمل ضمن ثقافة الشركة، وغالبا ما يشارك في سلوك يؤدي إلى الفُرقة، الأمر الذي أوجد الفتنة داخل الشركة".

&

على وجه الخصوص، كان قد أقام علاقة مثيرة للجدل مع واينبرج. ووفقا لشكوى كريمر، قال واينبرج لكريمر إنه "لا أحد في الشراكة يريد العمل معه". حتى إن الشركة تعاقدت مع مدرب علاقات لتخفيف حدة التوتر.

وشهدت عديد من المصادر تضاربا في الثقافة. خلفية كريمر في عالم السندات المتعثرة، وهو عالم غير متقيد بنظام أو قانون، لا تتناغم مع جو عمليات الاندماج والاستحواذ التقليدية التي تعتبر أكثر رقيا.

يقول أحد مصرفيي إعادة الهيكلة: "الناس الذين يقومون بعمل جيد في أعمال إعادة هيكلة، هم قتاليون حول نقاط الأساس. . . إن الأمر ليس مثل مصرفي مورجان ستانلي أو جولدمان ساكس".

&

خلفية كريمر – الذي درس في جامعة ولاية كاليفورنيا في نورثريدج، ثم تدرب في شركة هوليهان - كانت أيضا مختلفة عن خلفية واينبرج وبيريلا. لدى كلا الرجلين ماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال، وهما من أركان التمويل العالي في نيويورك.

&

يقول مسؤول تنفيذي في وول ستريت على معرفة بكريمر: "لا يمكنني التفكير في شخص على وجه الأرض يمكن أن يكون أكثر جاذبية من مايك كريمر إلا بيتر واينبرج، وهو الرجل الذي يأتي من عائلة "جولدمان ساكس" المتعددة الأجيال".

في حين كانت PWP تعتقد أن كريمر غير ملائم للقيام بدور القيادة، إلا أنها لا تزال تريد منه أن يبقى في الشركة لتوليد أعمال جديدة. إذا استقال، فإن شروط عقده تقتضي بعدم السماح له بدعوة أي من موظفي PWP إلى ترك الشركة لمدة سنة واحدة، وعدم استطاعته التماس عملاء PWP لمدة ستة أشهر. وكان قد تم منعه من المنافسة مع PWP لمدة ثلاث سنوات.

&

يقول كريمر إنه تم تهميشه من الناحية العملية في منتصف عام 2014، عندما أصبح واضحا أن وضعه داخل الشركة كان يتآكل. PWP، وفقا لشكواه، وضعت "جوا من عدم الاحترام، وفشلت في منح التعويض وأدوار القيادة استنادا إلى الجدارة".

ويعتقد أن بقية عام 2014 وأوائل عام 2015 قد قضيت في التوصل إلى قرار أين يمكن أن يبقى في PWP، التقاعد - شكواه تلمح لإدارة مزرعة، أو مصنع خمور أو مكتب للعائلة -أو إنشاء شركة يمكن لـPWP الاستثمار فيها. عضوان من مجموعة إدارة الأصول في PWP غادرا في عام 2015، بما في ذلك عضو كان قد رفع دعوى ضدها لدفع الرواتب المتأخرة، قاما بإنشاء مشاريع تم تمويلها من قبل الشركة.

وكما يؤكد كل من سلونكر وشيرر أن PWP خاطبتهما بخصوص استلام منصب كريمر. (عندما علم بيريلا بولائهما لكريمر، يقال إنه وصفهما بأنهما جزء من (حريم كريمر)

&

وصل الأمر إلى ذروته في منتصف شباط (فبراير) الماضي، عندما أقيل كريمر وزملاؤه الثلاثة عن طريق بريد صوتي خلال يوم الرؤساء في عطلة نهاية الأسبوع. وتقول PWP عمليات الإقالة جاءت مباشرة بعد اكتشاف التنفيذيين لمخطط سري للجماعة للمغادرة بشكل جماعي.

تقول PWP إنها علمت بعقد اجتماع في كانون الثاني (يناير) 2015 في منزل كريمر في ولاية كونيتيكت، حيث اجتمع ثمانية أعضاء من فريق إعادة الهيكلة. وتم توزيع الوثائق، بما في ذلك جدول بعنوان "تجزئة أسهم الشركة الجديدة"، فضلا عن تأليف لائحة المهام لبدء شركة. يقول كريمر إن التجمع كان حميدا وكان قد دعي إليه من قبل المبتدئين في الفريق الذين كانوا يشعرون بالإحباط في PWP. ويضيف أنه لم يقم قط بالطلب من فريقه بالانضمام إلى شركة جديدة، وأن أي وثائق تشير إلى شركة جديدة لم يكن هو من شرع بها.

كان أحد أعضاء فريق PWP الذي حضر الاجتماع هو كيفن كوفسكي، العضو المنتدب الذي برز كشخصية رئيسة. بعد طرد كريمر وزملائه، استقال الأربعة المتبقين من أعضاء فريق إعادة الهيكلة في PWP، وانضموا بسرعة للآخرين في شركة كريمر الجديدة، ديوسيرا بارتنرز. بقي كوفسكي في PWP وأصبح شريكا في أواخر 2015.