&&خالد أحمد الطراح

&ليس جديداً أن تنحاز الصحف ووسائل الإعلام إلى موقف وتبني رأي محدد، فهذه معادلة إعلامية باتت مشروعة، لكن تشويه الحقائق وقلبها بشكل يسيء للمضمون والحقيقة تعتبر ممارسة غير مهنية ولا تمتّ بأخلاقيات العمل الإعلامي والنزاهة.

فقد ركزت بعض وسائل الإعلام الغربية والإيرانية والعربية الموالية لطهران على «النمر» الإرهابي الذي أعدمته الشقيقة السعودية وفقاً لأحكام شرعية وتركت 46 إرهابياً منهم غالبية سنية وعدد قليل من الشيعة، وهكذا برزت القضية إعلامياً وكأنها قضية «النمر»، وليس فرداً من خلية إرهابية استهدفت الأمن والنظام السعودي والخليجي ككل.

«نمر» الإرهابي له تاريخ مليء بالتعدي على النظام السعودي والشحن الطائفي، إضافة إلى نزعة انتقامية من معظم الأنظمة الخليجية، لكن تأثر أو انقاد الإعلام الغربي، الذي يفترض أن يكون مهنياً في التعامل مع ملف المزاعم السياسية والدينية لإيران.

باستثناء بعض الصحف الغربية، نشرت الإندبندنت تقريراً عن سجل إيران الدموي، خصوصاً في ما يتعلق بسياسة طهران ضد المعارضة الإيرانية، وتنفيذ أحكام الإعدام، حيث أوردت الصحيفة تقرير منظمة العفو الدولية بشأن عمليات الإعدام في إيران إذ بلغت «289 عملية إعدام في 2014 وإعدام تقريباً 700 خلال النصف الأول من 2015 فقط»!

تشويه الحقائق تستفيد منه جماعات التوحش والأنظمة التي تقف وراءها، ويصبح الرأي العام ضحية بروبوغاندا «دعاية» مجانية لجماعات التطرف والإرهاب.

تزامناً مع إطلالة العام الجديد والتصعيد الإعلامي والسياسي الإيراني، فاجأت جريدة إيلاف الإلكترونية التي تصدر من لندن قراءها عن الامتناع عن إعلان نتيجة استفتائها السنوي لشخصية عام 2015 السياسية بسبب «هجمات إغراقية» من قبل «عشرات الآلاف الذين حاولوا التصويت عنوة لمصلحة أبي بكر البغدادي وحسن نصرالله».

وحددت إيلاف مصادر التصويت المصطنع وعدد الأصوات المشبوهة، وقررت بناءً عليه إلغاء نتائج استفتاء شخصية العام السياسية من أجل نزاهة العمل وشفافية النتائج والتصدي «للهجمات التزويرية»، رغم الجهد المهني الذي استغرق شهوراً من العمل والإعداد!

هنا تكمن أخلاقيات العمل المهني والنزاهة، حتى لا يقع القارئ والمتابع لإيلاف ضحية مرتزقة التشويه والتصويت المصطنع.

&

&