&&&عبير مشخص

انشغلت وسائل الإعلام البريطانية، أمس، بخبر منع سفر خنجر وقميص حريري أبيض كانا ملكا للورانس العرب من بريطانيا. وكانت المتعلقات التاريخية قد بيعت في المزاد العلني لـ«دار كريستيز» في يوليو (تموز) من العام الماضي ضمن مزادها للكتب النادرة والمخطوطات من ممتلكات ليدي كينيت، وهي الفنانة التي صنعت تمثالا شهيرا للورانس. وتم بيع الخنجر لمشترٍ لم يعلن عن هويته بمبلغ 122.500 ألف جنيه إسترليني، وبلغت قيمة القميص الأبيض 12.500 ألف جنيه إسترليني. وقد طبق حظر مؤقت على تصدير الثوب الأبيض والخنجر، في محاولة للإبقاء على المتعلقات التاريخية في بريطانيا، وعلق وزير الثقافة البريطاني أمس، إد فايزي، الذي أصدر قرار الحظر بأن ذلك أمر حيوي، قائلا: «هي قطع أيقونية وتمثل جزءا لا يتجزأ من صورة لورانس الدائمة، ومن المهم أن تظل تلك القطع الكلاسيكية بالمملكة المتحدة». وأضاف قائلا إن لورانس العرب هو «من أكثر شخصيات القرن العشرين تفردا». ويعد الخنجر والقميص من أهم ملامح اللوحة الزيتية التي تمثل لورانس بملابسه العربية ورسمها أوغسطس جون.

وجاء المنع أيضا نتيجة لتقرير من «لجنة المراجعات للقطع الفنية والمتعلقات ذات الأهمية الثقافية المعدة للتصدير»، أكد أن المتعلقات جزء أساسي من شخصية لورانس ومن تاريخ بريطانيا، ولهذا يمنح قرار حظر التصدير المؤقت المؤسسات والمتاحف البريطانية الفرصة لشراء القطع بالسعر نفسه الذي بيعت به في المزاد. وقال سير هايدن فيليبس، رئيس اللجنة، إن قميص وخنجر لورانس يمثلان جانبا أساسيا من صورة لورانس في اللوحات والمجسمات والصور الفوتوغرافية، ولهذا فهما أيضًا يمثلان جزءا مهما من حياته ومن تاريخنا.

أما «دار كريستيز» فعلقت في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» على قرار الحظر: «حظر التصدير المؤقت هو أمر روتيني تتبعه الحكومة مع بعض القطع التاريخية التي تصدر لخارج البلاد، وذلك في محاولة لمنح المؤسسات البريطانية الفرصة لشراء المتعلقات بالسعر نفسه الذي حصله المزاد، وعموما المؤسسات الفنية في البلاد تخضع لذلك النظام». وأضاف المصدر في إجابة عن سؤال حول ما إذا كانت الدار تقوم بتحذير عملائها بوجود تلك الإجراءات، قال المصدر: «نقوم بذلك عادة وفي كثير من الأحيان يكون ذلك محل تساؤل من المشترين».

وقد أهدى الخنجر للورانس بعد السيطرة على ميناء العقبة وطرد القوات العثمانية منها خلال الثورة العربية أثناء الحرب العالمية الأولى 1917. وكان الخنجر واحدًا من ثلاثة خناجر أهديت إلى لورانس في تلك الفترة. وجدير بالذكر أن الخنجر ذا النصل المنحني الذي يبلغ طوله 30 سنتيمترا والمقبض المزيّن بالفضة والنقوش الإسلامية حفظ لدى ليدي كاثلين سكوت أرملة روبرت فالكون سكوت مستكشف أنتاركتيكا، وبعد ذلك كان بحوزة الفنانة ليدي كينيت التي ترك لها لورانس عباءته وثوبه وخنجره كي تستكمل التمثال التي قامت بنحته له في عام 1921 وغادر إلى القاهرة، ولم يعد لورانس لأخذ متعلقاته فظلت عند العائلة منذ ذلك الوقت، حتى قررت العائلة بيع الخنجر في مزاد «كريستيز».

وحسب الوصف الذي أوردته كريستيز للخنجر، نعرف أن لورانس التقى مع ليدي كينيت بالصدفة بمحطة واترلو بلندن، وهو ما منح الفنانة وسيدة المجتمع كينيت أن تطلب من لورانس أن يوافق على عمل تمثال له، ووافق لورانس على طلبها مشترطا عليها «ألا تصوريني بشخصية الكولونيل لورانس»، وبالفعل جاء التمثال ليصور لورانس بملابسه العربية وبالخنجر معلقا على خاصرته.

&

&