&

أكد المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين أن الاتحاد هو الحصن الذي سيحمي دول الخليج وسيعمل على تقويتها، في ظل وجود بعض المواقف الغربية الصادمة الداعمة لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط. وبيّن المشير في حوار مع "الأيام" أن تغير التحالفات القائمة يحتم علينا اغتنام الفرص لإقامة التحالفات الخليجية مع القوى الآسيوية، وتنويع التحالفات التاريخية الخليجية المرتبطة بالنصف الغربي للكرة الأرضية، وصنع تعدد في التحالفات بين دول في الغرب والشرق.

وأوضح المشير أن النظام الإيراني ذو نزعة طائفية وعدوانية، وخطابه السياسي استفزازي وتصرفاته عدوانية تجاه دول الجوار، مشيرًا إلى أن طهران ستستغل وستستثمر ذلك في تحقيق مؤامرتها في دعم ورعاية قوى طائفية تخريبية تابعة لها في المنطقة، والتي تمثل رأس الحربة في تنفيذ المخططات الإيرانية.

وأكد المشير وقوف قوة دفاع البحرين الدائم مع الأشقاء في خندق واحد، ومواقفها تعبّر عن نهج مؤصل لنصرة الشقيق والصديق وقضايا الحق والعدل والسلام، مشددًا على أن الحسم والحزم العسكري في الثوابت يُعد عنصرًا مهمًا في معادلة صون الأمن والاستقرار، وحفظ التنمية والبناء.

وعن إحباط العديد من المخططات الإرهابية، قال المشير إن السواعد الوطنية العسكرية أقوى من تلك المؤامرات المهزومة، مؤكدًا أن قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية والحرس الوطني وجهاز الأمن الوطني تقوم بإجراءاتها على أكمل وجه وفي أتم الاستعداد للتصدي للمؤامرات الإرهابية.

- وفيما يلي النص الكامل للقاء:

«الأيام»: منذ تأسيس قوة دفاع البحرين في الخامس من فبراير عام 1968، أولت القيادة الرشيدة عناية خاصة بها من خلال تزويدها بأفضل التجهيزات والأسلحة المتوفرة في عالم الصناعة العسكرية، إضافة إلى إعطاء أولوية قصوى لتطوير كوادرها العسكرية على أعلى مستوى من التدريب والجهوزية لأداء أية مهام توكل إليها، وحققت بالتالي نموًا في جميع أسلحتها الجوية والبحرية والبرية لتكون على أهبة الاستعداد للحفاظ على أمن الوطن في مختلف الظروف، هل من كلمة لمعاليكم لمنتسبي القوة في هذه المناسبة التاريخية؟

المشير: مصداقًا لقول الله عز وجل ((وقُل أعملُوا فسيرى الله عملكُم ورسولُهُ والمؤمنُون))، علينا أن نسعى بالإيمان الراسخ بالله تعالى، ثم الولاء للقيادة الرشيدة والوفاء للوطن، وبالعلم والعمل لنبني في حاضرنا ومستقبلنا ما نواكب به متغيرات وتحديات الزمن، ولنشعر على الدوام إن مسؤوليات كبيرة، وأعباء جسيمة علينا حملها بكـل أمانة وإخلاص، وفي يوم تأسيس قوة الدفاع الثامنة والأربعين يحق لكل بحريني أن يفتخر بما حققته وتحققه قوة الدفاع من إنجازات، وأن يعتز برجالها الذين يدافعون عن الوطن ويحمون أمنه ويذودون عن الأشقاء، فهم كما نعهدهم دائمًا في الوفاء، والاحتراف والمقدرة والنزاهة والتفاني في أداء الواجب السامي ، فتحية اعتزاز وتقدير لهم، ونهنئهم جميعًا بهذه المناسبة الوطنية المجيدة.

«الأيام»: لم تكن مهام قوة دفاع البحرين منذ يومها الأول مقتصرة على حماية حدود المملكة والمساهمة في مسيرة التنمية فقط، بل كانت ومازالت جزءًا فاعلاً في منظومة الدفاع الخليجية وأثبتت جدارتها أثناء حرب تحرير الكويت إلى جانب القوات الخليجية والعربية والدولية وفي عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، إضافة إلى المشاركة الأبرز لها في عملية عاصفة الحزم في اليمن الشقيق، كيف تقيمون هذه المسيرة والمساهمات والتضحيات التي تقدمها قواتنا المسلحة بمختلف أفرعها؟

المشير: من أدوار قوة الدفاع الرئيسية مساعدة المجتمع الدولي في عمليات حفظ السلام، ومكافحة الإرهاب في إطار الشرعية الدولية، وقوة الدفاع دائمًا مع الأشقاء في خندق واحد، ومواقفها تعبر عن نهج مؤصل لنصرة الشقيق والصديق وقضايا الحق والعدل والسلام، وبشأن المشاركة الأبرز في اليمن الشقيق، فاليمن موقعها يمثل أهمية جيواستراتيجية بالنسبة لدول المجلس لكونه البوابة الجنوبية لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية ونجاح المشروع الطائفي الإرهابي فيه يعد أمرًا خطيرًا ومهددًا لأمن المنطقة، وقد انطلقت عمليتا عاصفة الحزم، وإعادة الأمل للوقوف في وجه هذا المشروع وحفظ أمن اليمن، وفُرضت معادلة واستراتيجية جديدة في مفهوم التعاون العسكري الخليجي، والعربي، فالحسم والحزم العسكري في الثوابت يُعد عنصرًا مهمًا في معادلة صون الأمن والاستقرار، وحفظ التنمية والبناء، فالإنجازات التي حققتها قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل إنما تعكس بما لا يدع مجالاً للشك إيمان قيادتنا الرشيدة بذلك المفهوم، وإننا جميعًا نفخر بما أنجزته قوة الواجب لمملكة البحرين ضمن ذلك التحالف، وطائرات سلاح الجو الملكي البحريني كانت أول من شارك من أسلحة ووحدات قوة الدفاع في عمليات عاصفة الحزم، وكان لسفينة مملكة البحرين صبحا دور كبير في عمليات إعادة الأمل في اليمن الشقيق، وساهمت في إحباط عمليات تهريب السلاح، وإنسانيًا كان لها دور في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق.

«الأيام»: سطر شهداء البحرين الأبرار بدمائهم الزكية أحرفًا من نور في سبيل الدفاع عن تراب الوطن وعزته وسيادته وكرامة الأمة ونصرة الحق، وكان لتخصيص يوم السابع عشر من ديسمبر من كل عام وبأمر سامٍ من جلالة الملك المفدى لتكريم شهدائنا ووفاء لبطولاتهم أثره البالغ في نفوس أهالي الشهداء وجميع المواطنين في مختلف فئاتهم، هل من كلمة لمعاليكم توجهونها بهذه المناسبة لأبنائكم منتسبي القوة والشعب البحريني؟

المشير: نثمّن ونقدر لعاهل البلاد المفدى القائد الأعلى أمره السامي بتخصيص يوم الشهيد في السابع عشر من ديسمبر من كل عام، وذلك ينم عن تقدير جلالته بقيمة التضحيات التي بذلها أبناؤه من رجال قوة الدفاع، وتقديرًا بقيمة الشهادة وعظمتها، ونحن نحتفل بالذكرى الثامنة والأربعين، من تأسيس قوة الدفاع نستذكر ونترحم على الرجال الأفذاذ من الآباء المؤسسين الذين هبوا بكل حكمة وصلابة للدفاع عن مملكة البحرين وحملوا الراية بأمانة وإخلاص، كما نستذكر ونترحم على شهداء قوة الدفاع، فخالص الوفاء لشهدائنا الذين أكملوا مسيرة الفداء وتجلت فيهم روح البذل التي أتسمت بمتانة الحس الوطني الخالص، كما نوجه تحية إكبار وإعزاز لأهالي الشهداء من رجال قوة الدفاع الذين ضربوا المثل الأروع في التضحية، فالشهداء الأبرار الذين استشهدوا في عمليات التحالف العربي قد قدموا أعظم الدروس في الوطنية، وستظل تضحياتهم علامة مضيئة في تاريخ المنطقة، وقد أثبتت قواتنا المسلحة الخليجية بأنها صرح وطني شامخ لتكريس مفاهيم الفداء والتضحية وقيم الانتماء والولاء.

«الأيام»: استطاعت الأجهزة الأمنية وباقتدار في اكتشاف وإحباط العديد من المخططات الإرهابية التي استهدفت أمن واستقرار البحرين، كيف تنظرون معاليكم إلى استمرار مثل هذه المؤامرات، وهل تم اتخاذ إجراءات لمنع تداعياتها، وهل أصبحت المملكة اليوم بمنأى عن أي أطماع أو تهديدات من الخارج؟

المشير: إن تلك المخططات الإرهابية والمؤامرات مهزومة بفضل من الله تعالى، ومن ثم بعون السواعد الوطنية العسكرية، وتلك السواعد أقوى من تلك المؤامرات، وقواتنا ممثلة في قوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، وجهاز الأمن الوطني تقوم بإجراءاتها على أكمل وجه، وفي أتم الاستعداد، وأجهزتنا الأمنية ولله الحمد قادرة على التعامل والتصدي لتلك المؤامرات الإرهابية، فتلك الأجهزة جهودهم كبيرة وملموسة في حماية الأمن العام في ربوع مملكة البحرين وهم جميعًا اليوم وبكل اقتدار ركن مهم في سياج هذا الوطن والعين الساهرة على أمنه مع إخوانهم من منسوبي قوة الدفاع والحرس الوطني، وعلينا رص الصفوف في وقت تشهد فيه المنطقة الكثير من التحديات على كافة الأصعدة، ونؤكد على السعي نحو الاستمرار في رفع كفاءة وقدرات قواتنا المسلحة والوصول بها إلى أقصى درجات الكفاءة والجاهزية، كما نؤكد في الوقت ذاته على قدرة قواتنا المسلحة على حفظ الأمن ودرء هذه الفتن، وأستطيع أن أؤكد أن قوة الدفاع بما تملكه اليوم من إمكانيات بشرية، بفضل عطاء وإخلاص أبناء الوطن، وما يتوفر لها من منظومات أسلحة حديثة قادرة على الدفاع عن مملكة البحرين برًا وبحرًا وجوًا.

«الأيام»: بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران تنفيذًا لاتفاق جنيف بين إيران والقوى الكبرى، والذي دخل حيز التنفيذ بداية هذا العام، يخشى كثير من المراقبين من انعكاس ذلك وتأثيراتها السلبية على مستقبل دول مجلس التعاون، على ضوء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، ما هي الخطوات التي تتخذها هذه الدول للتعامل مع هذه التطورات وتقوية الجبهة الداخلية؟ وما هي حجم التحديات الأمنية والعسكرية التي تواجهها المنطقة حاليًا، وما هو المطلوب خليجيًا للتعامل مع هذه التحديات؟

المشير: إن الأمن القومي لدول المجلس يشكل عاملاً مهمًا لاستقرار المنطقة، وأي تهديد له من شأنه إحداث هزات سلبية مؤثرة، ليس على النطاق الإقليمي فحسب، بل على العالم بأسره، والجميع يدرك مدى خطورة رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، فالعديد من العوامل تؤكد وجود دور لإيران يسعى إلى تأجيج الصراعات، وبث الفرقة، وإثارة النعرات، ودعم وتشجيع النزاعات في العديد من الدول العربية، ورفع العقوبات الاقتصادية سيمكن إيران من خلق جو من عدم الاستقرار للمنطقة، وذلك لما يمثله تزايد النفوذ الإيراني من تهديد لدول المنطقة، فالنظام الإيراني ذو نزعة طائفية، وعدوانية، وخطابه السياسي استفزازي وتصرفاته عدوانية تجاه دول الجوار، وبذلك فإيران ستستغل وستستثمر ذلك في تحقيق مؤامرتها في دعم، ورعاية قوى طائفية تخريبية تابعة لها في المنطقة، والتي تمثل رأس الحربة في تنفيذ المخططات الإيرانية، وستمدها بكل سبل الدعم التخريبية الممكنة، وكل تلك القوى لا يعنون إيران في شيء إلا بقدر محدود، ومدى الإسهام في خدمة مشروعها الطائفي العنصري في المنطقة، وكثيرة هي المشاريع التدميرية، والمخططات التخريبية المرتبطة بالدور الإيراني، والتي إن شاء الله تعالى ستلقى الفشل، وهناك بعض المواقف الغربية الصادمة الداعمة لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط، فنحن أمام تغير للتحالفات القائمة، وعلينا اغتنام الفرص لإقامة التحالفات الخليجية مع القوى الآسيوية وتنويع تحالفاتنا التاريخية المرتبطة

بالنصف الغربي للكرة الأرضية، وصنع تعدد في التحالفات بين دولنا، ودول في الغرب، والشرق، فهناك في آسيا قوى كبرى ستتحول إلى قوى عظمى في غضون سنوات معدودة من الآن، وأمن دولنا يعيدنا إلى موضوع الاتحاد بين دول مجلس التعاون، فالاتحاد هو الحصن الذي سيحمي دولنا الخليجية وسيعمل على تقويتنا، وهو بالتالي سيحدد العلاقات بين دولنا وغيرها من الدول.

«الأيام»: تشكل قوات درع الجزيرة قيمة استراتيجية كبيرة في تحقيق أمن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي ظل الظروف والتحديات الراهنة التي تشهدها منطقتنا، هل هناك توجه لوضع خطط واستراتيجيات جديده لزيادة عدد هذه القوات وعتادها العسكري، لتكون جاهزة لمواجهة وردع أي تهديد لهذه الدول؟ هل من الممكن أن تتجه دول التعاون لإقامة مشاريع مشتركة في قطاع الصناعات الدفاعية المتطورة لسد النقص في احتياجات قواتها المسلحة وتقليل الاعتماد على الخارج؟

المشير: قوات درع الجزيرة المشتركة التي تنضوي الآن تحت القيادة العسكرية الموحدة بدول المجلس تعد تأكيدًا على تصميم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، للمضي قدمًا نحو تحقيق المبادئ الأساسية للتعاون العسكري بين قوات الأشقاء بدول المجلس، من أجل إرساء استراتيجية عسكرية موحدة لتصبح سدًا قويًا منيعًا، في وجه كافة التحديات المحدقة بنا، إن قوات درع الجزيرة منذ تشكيل نواتها الأولى في 26 مايو 1981، تعد حجر الأساس في التعاون العسكري لدول المجلس، وهذه القوة منذ إنشائها حتى الآن، حققت أهدافها المرجوة بكل كفاءة، واقتدار، ولعل من أهم هذه الإنجازات مشاركتها في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة عام 1991، ومشاركتها في عملية صمود دولة الكويت عام 2003، ومشاركتها في حفظ أمن، واستقرار مملكة البحرين في وقت عصيب مررنا به عام 2011، وعملية تطوير قوات درع الجزيرة المشتركة، تسير على منهجية واضحة، وهناك استراتيجية قائمة ومستمرة لتحديثها، وتطويرها.

«الأيام»: أما بشأن الشق الثاني من السؤال هل من الممكن أن تتجه دول التعاون لإقامة مشاريع مشتركة في قطاع الصناعات الدفاعية المتطورة لسد النقص في احتياجات قواتها المسلحة وتقليل الاعتماد على الخارج؟

المشير: هناك صناعات دفاعية خليجية تشكل أفق يبشر بالخير، حيث تنهض لدى الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتّحدة منظومة تصنيع، وتحديث المركبات العسكرية، وأنظمة الاتصال، والطائرات دون طيار، وغيرها بالتعاون مع أكبر شركات الصناعة العسكرية في العالم، وقد شاهدنا الكثير منها خلال فعاليات معرض آيدكس 2015، ونتمنى أن تمثل تلك الجهود الصناعية العسكرية منطلق لقاعدة صناعية عسكرية خليجية مشتركة، وأن تقنن مخرجاتها حسب إحتياجاتنا، وإمكاناتنا، وأولوياتنا، وملاءمتها لطبيعة الأجواء، والطقس والأرض لدينا، وأن نعمل على إعطاء أهمية لتأسيس وتطوير قاعدة الصناعة العسكرية وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال لتوفير احتياجاتنا الأساسية من العتاد والمعدات العسكرية، وفي الوقت ذاته نحن نعلم أن طريق الاكتفاء الذاتي للصناعة الدفاعية صعب، وطويل فحتى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من الدول الأكثر تقدّمًا تبقى دائمًا معتمدة على الولايات المتحدة في ميدان التكنولوجيا، والمعرفة العسكرية.ونحن في قوة الدفاع لدينا تجربة متواضعة في تجميع الآلية المدرعة (فيصل)، والتي تعد أول مدرعة متعددة الأغراض يتم تصميمها، وتجميعها بوحدة الصيانة الفنية بقوة الدفاع، بجهود محلية من قبل مهندسين بحرينيين، وحسب المواصفات الفنية المعتمدة دوليًا، بالتعاون مع إحدى الشركات الأوروبية المتخصصة في التدريع، وهذه القطعة العسكرية التي صنعت بأياد وجهود بحرينية كانت تجربة عملية عكست صورة مشرقة لقدرات منتسبي قوة الدفاع، وكفاءتهم، وكانت ضمن مشروع إنشاء مصنع لتدريع الآليات العسكرية، والمدنية، حيث تم التعاقد مع إحدى الشركات الأوروبية المتخصصة في مجال التدريع، للعمل على تدريع عدد من آليات قوة الدفاع على أن يتم ذلك في إحدى ورش الصيانة الفنية التابعة لقوة الدفاع.

«الأيام»: رغم مرور عدة سنوات على إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية لدعوته للتحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة إقامة الاتحاد الخليجي ورغم الظروف الحساسة التي تمر بها منطقتنا الخليجية ألا إنه لم يتم حتى الآن اتخاذ أية إجراءات عملية نحو تحقيق هذا الهدف السامي الذي أصبح مطلب كل مواطن ومسؤول خليجي، لماذا تأجل إعلان هذا الاتحاد؟

المشير: إن مستقبل المنطقة في ضوء التحديات الخطيرة الكبيرة المحدقة بنا يتطلب منا العمل بكل ما أوتينا من جهد لتفعيل مشروع الوحدة الخليجية، فهي ملاذ آمن له بعده السياسي، والاستراتيجي، وأمامنا النماذج الناجحة إقليميًا، ودوليًا، وتجربة دولة الإمارات العربية في الاتحاد تعطي مؤشرًا إيجابيًا كبيرًا للنجاح في الوصول إلى الاتحاد الخليجي المنشود الذي سيزيدنا قوة، وسنكون أكثر تأثيرًا، وأشد منعة للتصدي لما نواجهه من كمّ كبير من التحديات، ودولنا تمتلك القوة الاقتصادية، والسياسية التي تجعلها مؤثرة في القرار العالمي، والاتحاد الخليجي عسكريًا قائم، فنحن العسكريين وحدنا أمورنا العسكرية، والوحدة الخليجية عسكريًا قائمة بإنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس، وإن بند التحول أو الانتقال من مرحلة التعاون بين دول المجلس إلى مرحلة الاتحاد الخليجي دائمًا يناقش في كل اجتماعات القمم الخليجية، ومملكة البحرين من أول المؤيدين لذلك ومن أشد الداعمين للاتحاد، هناك عدم اكتمال للعمل، ولكن لا توجد أي عوائق، فكل بلد من دول المجلس طرح فكرة تكاملية بشكل أو بآخر، وفكرة الاتحاد لم تأتِ من فراغ، بل بناء على توجهات ودراسة من جميع دول مجلس التعاون، فمسألة التوجه إلى الاتحاد والتكامل موجودة ومستمرة، لكن مسألة تنفيذ هذه الخطوة تتفاوت من دولة إلى أخرى، فبعض الدول ترى إنها جاهزة، وبعض الدول ترى يجب الدراسة بشكل أعمق، فالقطار بدأت خطواته، وإن كانت بطيئة، لكنها واثقة، وعندما تكتمل عرباته سيتحرك في اتجاه الوحدة.

«الأيام»: عبر المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمته بالرياض في ديسمبر الماضي عن ارتياحه وتقديره للإنجازات والخطوات التي تحققت لإنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس منذ الإعلان عنها في قمة الكويت قبل 3 سنوات، هل اتخذت خطوات عملية واستعدادات معينة لتفعيل هذه القيادة؟

المشير: إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس نقلة نوعية وخطوة مباركة في تقوية الروابط العسكرية، لتحقيق الدفاع المشترك وفق مبادئ النظام الأساسي لمجلس التعاون، والقيادة العسكرية الموحدة ينضوي تحتها كل من قوات درع الجزيرة المشتركة، ومركز العمليات الجوي الموحد، ومركز العمليات البحري الموحد، وقوات الواجب البحري 81 المنضوية بدورها تحت مركز العمليات البحري الموحد والتي ستكون قيادتها تباعًا بين القوات البحرية لدول المجلس، وبمناسبة احتفال قوة دفاع البحرين بذكرى تأسيسها الثامنة والأربعين وبرعاية ملكية سامية سيتم بأذن الله تعالى افتتاح مركز العمليات البحري الموحد بمملكة البحرين، وعليه فإننا ماضون بكل عزيمة نحو تحقيق الدفاع المشترك عن دولنا، والعمل على الحفاظ على السلم والأمن في هذه المنطقة من العالم، كل ذلك يؤكد اهتمام أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على وضع استراتيجية عسكرية خليجية، لمواجهة مختلف التحديات، التي تتعرض لها المنطقة، وتحقيق المزيد من المنعة، والقوة لكياننا المشترك، وبشكل يكفل، ويعزز الأمن، والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم، ويعزز مكانتها بين المجتمع الدولي.