عبدالعزيز السويد

خلال العامين الماضيين نشرت أخبار وتصريحات رسمية ومن أكثر من طرف عن تدريب جنود سوريين لتحرير بلادهم، الأخبار ذكرت أن ذلك سيتم في السعودية مرة وفي تركيا أكثر من مرة، وفي كل مرة كانت واشنطن طرفاً في هذا المشروع، ثم اختفت أخبار التدريب ومعسكرات أعلن عنها، لتبرز أخبار أخرى عن إخفاق أميركي ذريع في تدريب ما أطلق عليه المعارضة السورية المعتدلة، بعدها أعلن الضابط الأميركي المسؤول عن تدريب المعارضة السورية المعتدلة استقالته، وقيل إنه لم يتبق سوى عدد محدود جداً من المتدربين لتتحول النتيجة إلى مادة للسخرية من الأميركان وهم في واقع الأمر يسخرون من الجميع.

&

هذا الفصل من المأساة السورية عرض من قبل المخرج الأميركي الذي يدير الخيوط من وراء الستار مكتفياً بالتصريحات الاستهلاكية، في حين أنه يعمل على استكمال مشروعه الذي بدأ بغزو العراق.

&

لعبة خلط الأوراق تمت برعاية أميركية، والعدو الأول صار «داعش»، الدولة التي استنبتت وجرى تضخيمها وإسنادها بالآلة الإعلامية رافعة لجرائمها ضد كل المكونات، مع تركيز لا يخفى هدفه على الأقليات، لقد صنع الغرب «دولة سنية إرهابية» باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، كان بحاجة «لدولة» لها راية وحدود وخطاب يقدم الذرائع لتبشيع السنة وهم القاعدة العريضة من شعوب ودول المنطقة لتحقيق المخطط لها، فإن من المثير أن الولايات المتحدة قائدة مشروع الحرب على الإرهاب لم تستخدم حلف الناتو للقضاء على «داعش»! مع أن أعضاء هذا الحلف العسكري يشاركون واشنطن الرأي في أنها العدو الأول.

&

ثم إن من المستغرب استبعاد السوريين عن العمل العسكري لتحرير بلادهم، هذا الدور الحيوي هم الأقدر عليه، بل والأكثر حاجة له، ولو تتبعنا ماذا فعلت إيران لتستولي على العراق لعلمنا أن أفضل الطرق هي تدريب السوريين. قامت إيران باحتضان اللاجئين العراقيين المعارضين لنظام صدام حسين والمطاردين منه، ودربتهم بانتقاء ثم دفعت بهم في الوقت المناسب إلى العراق لتصبح هي اللاعب الأول والأساسي، حتى أن واشنطن خنعت لها وأيدت مرشحيها الذين خسروا الانتخابات
&