خالد السليمان

قال رئيس «بوينغ» التجاري خلال الحفلة التي أقامتها الشركة على أرض مصانعها لتسليم الخطوط السعودية طائراتها الجديدة إنها من المرات النادرة التي تقوم فيها الشركة بتسليم ٣ طائرات في يوم واحد، وهذه هي المرة الثانية التي تفعلها الشركة (المرة الأولى كانت أيضا للخطوط السعودية) !

تعزيز أسطول «السعودية» مهم لمواكبة حاجات قطاع النقل الجوي في المنطقة وتعزيز حصتها من سوق النقل، حيث يتوقع خبراء الطيران أن يرتفع نمو حركة النقل الجوي التجاري خلال السنوات العشرين القادمة بنسبة ٤.٩% سنويا، وينتظر أن تقوم مصانع الطائرات بتسليم شركات الطيران ٣٨٠٥٠ طائرة حتى عام ٢٠٣٤، حصة الشرق الأوسط منها ٣١٨٠ طائرة !

الخطوط السعودية تواجه تحديا كبيرا ليس في تعزيز أسطول طائراتها والمنافسة على حصتها من السوق وحسب، بل وفي تطوير أدائها وتحسين خدماتها، وما تحتاجه «السعودية» الآن هو تحريرها من القيود، فلا نعاملها كمؤسسة حكومية في واجباتها ثم نطالبها بأداء بمعايير تجارية في مسؤولياتها، فمعيارية الكفاءة والإنتاجية يجب أن تحكم علاقتها بمنسوبيها، فلا يجب أن يكون هناك مكان لموظف سيئ على الأرض أو في السماء يشوه صورتها لمجرد أن نظام الخدمة لا يجيز لها التخلص منه !

فالتحليق بالمسافر بالنسبة لأي شركة طيران يبدأ منذ اللحظة التي يجري فيها حجزه ثم يقف أمام كاونتر إنهاء إجراءات السفر انتهاء باستلام حقائبه عند هبوطها، وما لم يواكب أداء العنصر البشري أداء الطائرات المحلقة فإن الآلة والإنسان سيحلقان على ارتفاعين مختلفين !