علي الجحلي

&لعل أهم ما يميز الاحتفالية السنوية هذا العام هو أنها تأتي في ظروف أكدت العلاقة الثابتة والمستقرة بين الشعب والقيادة. تأتي والمملكة تقود العالم الإسلامي في مكافحة الإرهاب والاستقطاب ومحاولات الشرذمة التي تمارسها مجموعات ممن يحاولون الاستيلاء على مقدرات ومصير الأمة.&

كانت المملكة ــ وما زالت ــ تواجه عمليات الإرهاب والخيانات على مدى عقود. مركز المملكة وعلاقاتها هما العنصران الأكثر أهمية في محاولات التأثير في هذا الكيان العظيم. المملكة تقع في قلوب كل المسلمين ويتجهون للبيت العتيق فيها في كل يوم خمس مرات، وهي تبادلهم الحب حبا وعناية واهتماما قل أن تجد مثيله في تاريخ الأمة.&

بسبب هذا المركز الأصيل، حاول كثيرون ممن لم يتمكنوا من صناعة مجد أو تكوين موقع لدولهم، أن ينالوا من هذه الشجرة المثمرة، لعل الذاكرة الشعبية والتاريخية تروي كثيرا من الخيانات والإساءات والافتراءات التي تصدرت نشرات الأخبار وما زالت. محاولات لم تلق النجاح، لكن أصحابها لم يفقدوا أملهم في أن يؤذوا هذه الدولة، على أن من المهم أن نتذكر أن من حاولوا أن يغيروا مفاهيم وعقيدة الأمة، فشلوا بسبب ما تمثله المملكة وما تنشره من تصحيح لمفاهيم العالم. المؤلم أن كثيرين منهم يأتون إلى هنا، فيزدادون غيظا وكمدا وكراهية لهذه البلاد لما تنعم به من فضل وسعة رزق منحهما الله إياهما. أما علاقات المملكة التي تترسخ يوما بعد يوم مع أغلب دول العالم، فهي الأخرى مجال لمحاولات الإساءة. تتمكن السياسة السعودية من خلال المصداقية والإخلاص من إثبات كفاءتها وصدق مواقفها يوما بعد آخر. الاعتمادية التي تمثلها المملكة تجاوزت العالم الإسلامي لتنطلق في الآفاق غربا وشرقا.&

المهرجان الذي يحكي قصة الوطن ويصور مناطقه وشعبه وتاريخه، مطالب بمزيد من التأثير والإيضاح لمواقفنا الثابتة. يأتي هذا ونحن لا نزال نواجه الحملة الشعواء من أعدائنا الذين يستهدفون البلاد والمقدسات والشعب. مواجهة صريحة مع الشائعات والادعاءات والإساءات، أصبحت ضرورة ورجالنا يقاتلون الفكر المنحرف على حدود الوطن.&

هذه المواجهة نحتاج إليها هنا أيضا في معاقل الفكر والعلم والثقافة. الجامعات ومراكز البحوث ومختلف هيئات ومؤسسات الفكر مطالبة بأن تتفاعل مع الواقع وتقوم بدور أكبر في تصحيح مفاهيم كثير ممن خدعوا بالدعايات والإساءات التي تستهدف المملكة وثقافتها وسياستها وشعبها، ونحن في الانتظار.