مرسى عطا الله

&إياك أن تصدق أن أحدا من اللاعبين الدوليين والإقليميين فى الساحة السورية يبدى اهتماما حقيقيا ببقاء نظام بشار الأسد أو رحيله فالكل يبحث عن أهدافه ومصالحه فى المقام الأول والكل يسعى إلى إحداث تغيير جذرى فى الواقع الديمجرافى لكى يتواءم الواقع الجديد مع مقاصده وأطماعه المستقبلية.

وفى إطار هذا المفهوم تتسع مساحة المشترك بأكثر من مساحة المختلف عليه بين أمريكا وحلفائها من ناحية وروسيا وحلفائها من ناحية أخرى فى إطار حرص الجميع على تفادى أى احتمالات للصدام وهو ما ترى فيه المعارضة السورية انقلابا وتحولا فى الموقف الأمريكى لمصلحة الحسبة الروسية الإيرانية فى الملعب السورى.

ولهذا أستطيع أن أقول إن الجميع رغم مباركتهم مفاوضات جنيف 3 وما حوته من تنازلات وتكتيكات وتحتمل أكثر من تفسير وأكثر من مغزى فإنه ليس هناك أحد من اللاعبين الكبار يستعجل الحل السياسى والكل يريد التقدم فى الأزمة السورية بمساومات جديدة حول العديد من الأزمات المختلف عليها داخل وخارج المنطقة.

ولا شك فى أن أمريكا وروسيا تلعبان - كل على انفراد - من خلال استثمار الغياب العربى الفاعل فى الأزمة السورية من ناحية والدق على أوتار تضارب المصالح بين دول المنطقة التى تضم أطرافا غير عربية مثل إيران وتركيا وإسرائيل وجميعهم - دون استثناء - لا يستعجلون أيضا حل الأزمة السورية لأسباب ودوافع تتعلق بمصالحهم المتضاربة على امتداد الإقليم بكامله.

وليس تثبيطا للهمم أن أقول إن الرهان على قدرة المفاوضين فى جنيف على إنتاج تسوية سياسية مقبولة ومتوازنة هو رهان أعرج فى المنظور القريب على الأقل خصوصا مع وجود إشارات ودلائل على تورط قوى خارجية وفى مقدمتها تركيا من أجل تصعيد العمليات العسكرية مجددا لحساب نزاعها التاريخى مع الأكراد الذين جرى تغييبهم عن مائدة التفاوض فى جنيف لهدف فى نفس يعقوب... وما أكثر اليعقوبيين فى المشهد السورى دوليا وإقليميا!

والخلاصة أن هناك ما يشبه التوافق الدولى والإقليمى مع الغياب العربى عن الذهاب إلى تسوية للأزمة السورية لأن نيران الموقد ليست كافية لإنضاج الطبخة المرجوة!