&محمد جمعان &&&&&&

كشفت جرائم داعش وتعطش عناصره للدماء والترويع عن ماهية التنظيم، والمنهج الذي يميل إليه عناصره، وتجاهله النصوص التي تحث على الرحمة والرفق وتبين وسطية الإسلام.

وأكدت الجرائم التي ارتكبها داعش وبادر إلى الإعلان عنها والتفاخر بها، ونشر مقاطع مرئية لها، مقدار التشابه بين طرقه وآلياته وأساليب تنفيذه مع مثيلاتها لدى عصابات المافيا، حيث "يخاطب نزعات القتل والانتقام وشهوة السلب والسفك، وتغذية الغرائز المنحطة، تماما مثل تنظيمات المافيا".

كشفت جرائم داعش وتعطش عناصره للدماء والترويع عن ماهية التنظيم، وإلى أي منهج يميل عناصره، متجاهلا آراء كثير من النصوص التي تحث على الرحمة والرفق، وتبين وسطية الإسلام ونبيه وما يجب أن يكون عليه أتباعه، حيث نهى عن التمثيل والانتقام، وأمر بالدعوة للدين بالحكمة والموعظة الحسنة.

وتؤكد الجرائم التي ارتكبها داعش، وبادر إلى الإعلان عنها والتفاخر بها، ونشر مقاطع مرئية لها، مقدار التشابه بين طرقه وآلياته وأساليب تنفيذه مع مثيلاتها لدى عصابات المافيا، وذلك بعدما تطرقنا في الحلقة الأولى إلى مقاربة التشابه بينهما من حيث التنظيم والنشأة.

ويلخص الباحث المصري محمد دويك في بحثه "دولة الكفر أم دولة الإسلام" الذي يناقش الظاهرة الداعشية باعتبارها مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، أوجه التشابه في أساليب القتل والترويع ما بين داعش والمافيا، ويقول "يخاطب داعش نزعات القتل والانتقام وشهوة السلب والسفك، وتغذية كافة الغرائز المنحطة للجزء السفلي من المخ، تماما، مثل تنظيمات المافيا".

وبمقارنة سريعة بين جرائم داعش وأشهر عمليات المافيا سواء في أساليبها أو طرق تنفيذها، نجد تشابها كبيرا يصل إلى حد التقليد بين الجهتين، ما يجعلهما وجهين لعملة واحدة.

اللجوء إلى علم النفس لتجنيد الأتباع

يتماشى تنظيم داعش وعصابات المافيا في آليات وطرق تجنيد الأتباع، وكيفية اختيارهم بمواصفات خاصة بحيث يحققون متطلباتهما وتوجيهاتهما وأهدافهما، ولديهم القابلية نفسيا واجتماعيا لتنفيذ الجرائم بكل الترويع الذي تخلفه.

وعكف دارسون ومتخصصون على إجراء تحليلات نفسية للمنظمات الإرهابية، ومحاولة المقارنة بينها وبين المنظمات الإجرامية مثل المافيات الإيطالية والروسية، وكيف تختار هذه المنظمات رجالها وأفرادها، وحددوا عدة معايير تتخذها داعش لتجنيد الأتباع، ويجب التركيز عليها لفهم التنظيم، ورأوا أن فكرة اختيار الأتباع لضمهم للمنظمات الإرهابية والمافيا، تغيرت في القرن الـ21 وأصبحت مبنية على أسس علمية، وبات علماء وأطباء نفس ينتمون فكريا لهذا المنظمات يضعون طرق استقطاب واختيار الأتباع، مستخدمين أحدث الأساليب النفسية التي يقف وراءها كذلك أطباء النفس تم شراؤهم ماديا.

&التعليم والغنى

لم يعد عنصرا الفقر والجهل هما معيار الاختيار، بل صار التركيز على التعليم والغنى اللذين يعدان الآن المعيار، مثلما كانت نماذج أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ومحمد عطا سابقا قادمة من بيئة متعلمة، حيث يركز داعش الآن على شباب على درجة عالية من التعليم وإتقان عدد من اللغات، مع الوضع المادي الجيد لهم، وهو يخترقهم مستغلا ضحالة أو غياب الثقافة الدينية لديهم، بجانب استخدام المخدرات والجنس في ترغيبهم بالانضمام إليه.

&مواصفات خاصة

تستغل داعش الذكاء الاجتماعي لدى الشباب القابلين للتجنيد، ومقدرتهم على جذب أشخاص للانضمام إليهم، وعمل شبكات واسعة ودوائر اتصالات كبيرة، كما تستثمر ولعهم بالمغامرة والعنف والتحرر من القيود، وذلك عبر اختبارات نفسية حديثة تحدد الشخصية المغامرة بسهولة.

كما تختار شخصيات سيكوباتية ضد المجتمع ليس لديها اهتمام بمشاعر الآخرين، وتتلذذ بتعذيب الآخرين، كما تختار شبابا فاقدين للهوية أو الانتماء، ويحتاجون الانتماء إلى أي كيان حتى لو كان تخريبيا.

&كيفية التوظيف

تلجأ داعش إلى استراتيجيات عدة في اختيار الأتباع، والقادة، حيث يتم تدريب القادة على يد أجهزة المخابرات، ويتم اختيارهم عبر اختبارات نفسية عدة، وعبر تعريضهم لعدد من المواقف تحت الضغط ومراقبة تعاملهم معها، إلى جانب الولاء الشديد للفكرة والاقتناع بها.

أما بقية الأتباع فيختارون باتباع منهجيات غسل الدماغ، ومن يفشل يتم التخلص منه وتصفيته معنويا، ودفعه لمرحلة الانتحار، وهذه طريقة جديدة للتصفية، فلم تعد هذه المنظمات تعتمد على طريقة التصفية الجسدية التي تستهلك وقتا ومجهودا، وتجعل المنظمة قابلة للاختراق، لأن جرائم القتل يتم التحقيق فيها، أما جرائم الانتحار فتغلق سريعا.

&الراكب الأهم في الطائرة الروسية المنكوبة

الطفلة دارينا روموفا (10 أشهر) غدت رمزا لهذه الفاجعة كونها أصغر ركاب الطائرة الروسية التي أسقطت في سيناء بعد إقلاعها من شرم الشيخ، وقد أطلقت عليها أمها قبل رحلتهما إلى شرم الشيخ لقب "الراكب الأهم" ونشرت صورة معبرة لها في "الانستجرام" وهي تقف خلف إحدى نوافذ مطار بولكوفا في مدينة سان بطرسبورج تراقب حركة الطائرات بفضول.

كما صرحت جدة الطفلة أنها عرضت على الوالدين إبقاء دارينا لديها لحين عودتهما من الرحلة، ولكن كانت هذه الرحلة هي الأولى والأخيرة لدارينا.

وأكد نائب عمدة مدينة بطرسبورج أن من بين 224 راكبا هناك 25 طفلا قضوا خلاف ما ذكر عند سقوط الطائرة من أنهم 17 طفلا فقط.

وتناقلت وسائل إعلام روسية نبأ العثور على جثمان الطفلة دارينا جروموفا (10 أشهر) ووالديها ألكسي وتاتيانا الذين قضوا نحبهم ضمن ضحايا الطائرة المنكوبة.