&&تركي عبدالله السديري

كان غاندي بطل استقلال الهند يعيش في جنوب أفريقيا باعتبارها جزءاً من وطنه الكبير بريطانيا العظمى، حيث كان يحرص على تحية العلم البريطاني، والحديث على طريقة المجتمع اللندني، إلى أن تفاجأ غاندي بأن الحضور البريطاني سواء في وطنه الحقيقي الهند أو جنوب أفريقيا وجميع المستعمرات لا يتجاوز كونه حضوراً مادياً مرتبطاً بالمصالح والأهداف المادية.. وهذا ما دعاه للعودة للهند والعمل على النضال الوطني الذي كلفه سنوات طويلة وانتهى باغتياله..

&ونيلسون مانديلا البطل الشعبي في جنوب أفريقيا كان يعمل أيضاً محامياً، ولكن القهر والفصل العنصري ضد الغالبية السوداء قهرته؛ برغم أنه كان أباً ولديه أسرة، لكن كرامة العقل والعلم والمبادئ جعلته يرفض كل ذلك، وهو عاشر الشعب الأبيض بسلب ثروات البلاد ويعيش أهله السود مثل السجناء؛ مسجونين في معتقلات، كل ذنبهم هو لونهم الأسود، مع أنهم أهل البلاد الأصليين، ودفع ثمن ذلك حياته التي أمضاها في السجن..&

اليوم ينظر العالم إلى غاندي ومانديلا كقادة عظام حرروا شعوبهم ولم يبنوا ثروات شخصية لهم، بل الكرامة لشعوبهم.. واليوم الهند وجنوب أفريقيا في مقدمة الدول النامية بعكس بعض قادة الدول العربية مثل القذافي وصدام اللذين بددا ثروات بلادهما لبناء تماثيلهم وقصورهم.. واليوم للأسف تعيش ليبيا والعراق النفطيتين التوتر والتدهور الاقتصادي بسبب ما تركوه..