&&مرسى عطا الله

أعتقد أن التضارب في المعلومات المتعلقة بالجوانب الفنية لبناء سد النهضة الإثيوبي سيظل هاجسا مؤرقا لكل الأطراف ذات الصلة إلي أن يتضح فحوي التقارير الثلاث القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.

&ولا شك في أن أهمية التقارير الفنية مبعثها القلق مما ذكره العديد من الخبراء خشية إتمام بناء السد دون مراعاة لما تسرب من تقارير عن وجود عيوب هيكلية ينبغي سرعة تداركها من البداية تحاشيا لخطر الانهيار وهو خطر يصعب تجاهله علي ضوء طبيعة التربة الطفلية التي يقام عليها السد فضلا عن طموحات التخزين العالية خلف السد والتي يقدرها الإثيوبيون بنحو 70 مليار متر مكعب من المياه وهو رقم يراه كثير من الخبراء رقما مخيفا ومزعجا!

&ومن هنا تأتي أهمية استرشاد الدول الثلاث بكل تفاصيل الجوانب الفنية لأن الكل سيتضرر ضررا بالغا إذا انهار السد ــ لا قدر الله ــ فإثيوبيا ستخسر الكلفة الباهظة لبناء السد والسودان ستغمرها كميات هائلة من المياه ربما تؤدي إلي إزالة مدن بأكملها وتشريد ملايين المواطنين وبالطبع فإن ذلك يعني تعرض مصر لفيضان غير مسبوق لا تكفي بوابات السد العالي لوقف اندفاع مياهه الغزيرة.&

ومع التسليم بأن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل من كافة جوانبها السياسية والقانونية في يد أمينة حيث يشرف الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه علي كل أوراق الملف إلا أن التفاصيل الفنية تستوجب تشكيل لجنة رفيعة المستوي من خبراء المياه والسدود وتكون مهمتها قراءة وتحليل تقارير المكاتب الفنية الدولية حول السد وعرض نتيجة أمينة ودقيقة علي الرئيس لتكون عونا ومرشدا في تحديد كلمة مصر النهائية من هذه المسألة المصيرية لمصر وشعبها.&

أقول ذلك بعيدا عن شبهة التهويل أو مظنة التهوين لأن مياه النيل مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا حاضرا ومستقبلا.. والله المستعان!

&

أتحدث عن لجنة فنية متجردة لا تري في عملها سوي الحقائق العلمية والفنية المجردة فقط بعيدا عن أي هوي سياسي أو وفق حسابات اللحظة الراهنة فقط لأن المطلوب هو عمق الفحص والتدقيق بميزان المصلحة المصرية أولا وأخيرا حاضرا ومستقبلا!