خالد السهيل

&العالم كله يتهيأ لمعركة حاسمة تقطع دابر إرهاب «داعش» وقوى الشر الطائفية في سورية. التربة هناك تبدو شديدة التعقيد. حزب الله وإيران وروسيا تصطف إلى جانب النظام، وقوى التحالف الأمريكي الأوروبي العربي الإسلامي تحتشد ضد «داعش». وهناك معركة أخرى ضد «داعش» في العراق. وبعض التطرف الشيعي نال أبرياء من سنة العراق. وهذا أمر مؤلم فعلا. وتطرف حلفاء النظام طال أبرياء في سورية.&

كل جهة في سورية والعراق تستهدف نيرانها رأس أفعى مختلفة. وفي الحالة السورية روسيا تضرب المعارضة بكل أطيافها. والتحالف الأوروبي الأمريكي يقول إنه يستهدف داعش من الجو. وواقع الحال يؤكد أن الضربات الجوية من كل الأطراف لم تقدم أي حسم للمعركة ضد داعش.&

قوى سياسية وإعلامية بدأت تلقي مسؤولية فشلها في تقويض «داعش» على العرب. هذا غير صحيح؛ فالدبلوماسية السعودية طيلة سنوات الأزمة السورية بذلت جهودا خارقة من أجل إيقاف هذه المأساة. لكن العالم لم يكن يعطي المسألة الاهتمام الكافي، حتى تدحرجت جمرة «داعش» ولامستهم في باريس وسواها. المبادرات السعودية والخليجية والإسلامية تكاملت بتفاهمات عربية وإسلامية تؤكد جاهزيتها لخوض معركة برية تسعى لإنهاء المشكل المتفاقم في سورية، شريطة أن تكون هناك مشاركة داعمة وتغطية حقيقية من أمريكا وبقية الدول الأوروبية لقطع دابر الإرهاب، والبيئة التي تساعد على تفشيه.

&

طبول الحرب تدق؛ ولا شك أن المملكة ودول الخليج تتطلع إلى أن تنتهي المأساة دون الحاجة إلى الدخول في منازلة برية متعددة الجبهات. أوراق اللعبة في سورية، أصبحت فسيفساء حمراء، كل يريد أن يستحوذ على نصيب منها، الإيرانيون والروس وبعض الأوروبيين والأتراك أيضا. الكلام المتكرر عن غياب العرب - وهو الطرف المعني بالأزمة ـــ ليس صحيحا. الدبلوماسية السعودية حفظت الكثير للقضية السورية، وها هي الدبلوماسية تتكامل مع الردع. لا أحد يميل لتغليب مزيد من الخيارات العسكرية. لكن مواجهة الإرهاب تتطلب حزما يغطي المساحات التي تكتنفها الفوضى. إشكالية سورية وليبيا والعراق واليمن أنها مناطق غير مستقرة، وهذا عامل محفز لوجود قوى الإرهاب والشر. إعادة الاستقرار إلى سورية أمر مهم حتى تتوارى هذه الجراثيم الإرهابية. المسألة ثمنها فادح، ولكن البعض يرى أن هذا الثمن يستحق، خاصة مع تحول «داعش» إلى مصدر قلق للعالم أجمع.

&