&فاتح عبدالسلام

كانت الحكومة العراقية تتفاوض بصعوبة على قرض من البنك الدولي لا يتجاوز ملياراً وسبعمائة مليون دولار بعد نكسة اسعار النفط وانكشاف العورة المالية للحكومة، وقيل ان الشروط مجحفة ولايمكن اتمام القرض . وسكتوا شهوراً قبل أن نتفاجأ بابتسامة عريضة لمسؤولي البنك الدولي وصندوق النقد وهم يمنحون العراق قرضاً بخمسة عشر مليار دولار، من دون أي تعليق أو تصريح عن شروط منصفة أو مجحفة ، هكذا ببساطة جاءت المليارات الى البلد المهزوم من اباطرة الفساد الذين لا يزالون يخطبون في البلاد ليل نهار خطباً عارية من ورقة التوت.

كيف سيبدأ العراق تسديد الدفعة الاولى من القرض بعد ثلاثة أشهر كما يقولون. وكيف ستقوم الحكومة بالوفاء بشرط زيادة اسعار الخدمات كالماء والكهرباء والاتصالات والصحة والتعليم ، وهي الخدمات التي لا يعرف بوجودها ثلث العراق ويجهل نصفها نصف العراق ويتمتع بها جميعاً من نهب وساعد في نهب العراق.

مدن مطحونة بالحرب أو منكوبة بالنزوح والفقر والعوز والتشرد ستواجه بعد اسابيع أو شهور استحقاق ترقيع ثوب الحكومة المالي، الثوب الذي يشف عن السرقات العظمى والوسطى والصغرى .

هل خرجت لجان مكافحة الفساد بتقرير استعادة مليار واحد من الناهبين ليتشجع أو ليتحامل العراقيون فوق جراحهم لدفع مليار مقابله من دمهم وعرقهم وقوت عيالهم.

نعرف أن ازمة العراق هي نكبة ، لابد أن تتدخل دول لمعالجة الوضع المزري ،لكن البلد يحتاج الى عقول وارادات تعمل ليل نهار من اجل توفير الحد الأدنى من الخدمات بأسعار تفضيلية لايجوز ان يتمتع بها ذوو الدخل العالي من افراد وشركات ومؤسسات.

القروض ليست حلاً وهي رهن البلاد للمجهول في سبيل اجتياز عتبة واحدة .

الحرب ضد تنظيم داعش تستر على ما تبقى من فضائح مالية ، وحين تنتهي هذه الحرب بعد سنة سيكون العراق أمام مواجهة مخيفة أخرى مع المستقبل المرعب.

&