&فاتح عبد السلام&

وزير الدفاع الايراني منزعج لقيام روسيا بتسريب خبر استخدام الطائرات ومنظومات الصواريخ الروسية المتقدمة قاعدة جوية قرب همدان في قصف أهداف داخل سوريا لفصائل مسلحة هناك. وهو انزعاج لا يغير من الواقع شيئا بل أن صدوره عن وزير دفاع يضر بسمعة ايران وهيبتها أكثر مما يفيدها .&

لا يوجد تفسير واضح لهذا الانزعاج إلا عدم الرغبة الايرانية في الظهور بموقع& التابع المطيع للعجلة الروسية المقتحمة في المنطقة ، بالرغم من ان طهران تدرك أن ظهورها في سوريا كلاعب أساس منذ عام 2011 لم يعد الآن نفس الظهور في القوة والحجم واللون ،& لاسيما منذ أن منع الروس معاقبة دمشق في مجلس الأمن بسبب استعمال السلاح الكيمياوي والاندفاع الكبير الذي حصل بعدها في تثبيت وجود روسي نوعي في موسكو ، من المؤكد لن ترتاح موسكو نفسها لوجود ايراني عسكري واستخباري& قريب من قواتها في سوريا على المدى البعيد .

&

لروسيا منطلقان جويان الاول في سوريا والثاني في ايران ، هل يبقى مفعول قاعدة انجيرلك نفسه للأمريكان ، وهل تحتاج روسيا لترد على نشر الصواريخ الامريكية في أوروبا أكثر من الامتيازات الكبيرة التي في حوزتها من ايران وسوريا .

&

&العراق نفسه البلد المنتهك& من أية قوة عسكرية تحط فيه تحت& ستار مستشارين لم يفعل ما فعلته ايران في منح قواعد جوية تحت التصرف المفتوح للقوات الروسية .

&

أي مسار استراتيجي بعيد المدى يتحرك فيه الايرانيون في التقارب النوعي مع روسيا في ظل التعاون المشترك للروس والايرانيين مع الطرف الثالث المثير للجدل تركيا.

&

انزعاج وزير الدفاع الايراني ليس أكثر من وقود آني للاستهلاك المحلي للشعب الايراني الذي لا يدري أين هو ذاهب بعد التدخل في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، ومن ثم تسخير الأرض الايرانية لجيش أجنبي.

&

بعد التدخل الروسي الكبير في الشرق الأوسط، لا يوجد متضرر الى جانب الأمريكان إلا ايران فقط .

&

&