&أسعد تلحمي

بعد سنتيْن على كشف الشرطة الإسرائيلية شبكة واسعة تتاجر بالأعضاء البشرية، أعلنت الشرطة أمس، اعتقال خمسة إسرائيليين شكّلوا معاً شبكة للإتجار بالبشر، إذ استقدموا عشرات النساء والرجال من دول في شرق أوروبا، خصوصاً من أوكرانيا، الذين يعانون مشاكل سمع ونطق إلى درجة الصم والبكم، لتشغيلهم متسوّلين في شوارع تل أبيب وضواحيها، واستغلالهم أبشع استغلال من خلال حشرهم نهاية كل يوم في غرفة مغلقة، وأخذ معظم المال الذي جمعوه.

وتوجِّه الشرطة الإسرائيلية للمعتقَلين تهم الإتجار بالبشر، والسجن، وإكراه المتسوّلين على تنفيذ جريمة، وحجز جوازات سفرهم لمنعهم من العودة إلى بلادهم، واستخدام العنف، ومحاولة اغتصاب إحدى المتسولات، والتآمر لتنفيذ جرائم.

وكانت الشرطة أوقفت قبل عامين، أعضاء في شبكة استغلت قيام صمّ بجمع تبرعات لقاء توزيع دمىً على المتبرعين، وجندتهم للتسول ثم سلبت معظم أموالهم.

وتكتمت الشرطة عن تفاصيل كثيرة في القضية الجديدة، واكتفت بالإشارة إلى أن أعضاء العصابة استقدموا النساء والرجال على أنهم سياح، واستصدروا لهم تأشيرات الدخول «بعد أن أقنعوهم بحياة رغيدة وربح كبير»، ثم استخدموهم متسولين في الشوارع يحملونهم وريقات كتب عليها أنهم صم وبُكم لإثارة شفقة المارة. وأضافت أنه «مع انتهاء يوم العمل، تعامل المشغِّلون معهم بفظاظة، واستخدموا العنف الجسدي، وابتزوهم من دون أن يكون لهؤلاء معين»، إلى أن أثار بقاؤهم في إسرائيل لفترة أطول من مدة تأشيرة الدخول الممنوحة لهم، اشتباه مراقبي هيئة النفوس والمهاجرين بأن وراء استقدامهم أمراً ما، فأبلغت وزارة الأمن الداخلي لتقوم الشرطة بالتحري، حتى نجحت في الكشف عن خمسة من «التجار» طلبت من المحكمة تمديد اعتقالهم، وعشر ضحايا وجدتهم في شقة واحدة، ونقلتهم إلى ملجأ ضحايا الإتجار بالبشر.

وتوعد مصدر في الشرطة بالتعامل بشدة مع «النصابين والمحتالين الذين استغلوا ضائقة شريحة ضعيفة مستضعفة أبشع استغلال». وأشار إلى أن المتسوّلين «وقعوا رهائن بيد مجرمين محترفين»، وأنه في غياب رخص عمل معهم، خافوا التوجه إلى الشرطة لتقديم شكاوى لئلا ترحّلهم هذه إلى بلادهم. وأضاف أن الشرطة تعتزم القيام باعتقالات أخرى لاعتقادها بأن الظاهرة لا تقتصر على الخمسة الذين اعتقلتهم.

واستذكرت ضابطة كبيرة سابقاً، ظاهرة استقدام آلاف العمال الأجانب قبل سنوات للعمل داخل البيوت واستغلالهم مادياً والتنكيل بهم، إلى أن تم تشريع قانون خاص رتّب مسألة استقدام العمالة الأجنبية وحقوقها.

على صلة، تواصل الشرطة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، نشاطها للحد من تفشّي ظاهرة التسول داخل البلدات العربية، وسط اشتباه بقيام «مقاولين» باستقدام نساء مع أطفالهن من الضفة الغربية للتسول، وهو ما شكا منه العرب في الداخل، خصوصاً خلال شهر رمضان الماضي، إذ اشتبهوا بأن هناك من يتاجر بالمتسولات ويحضرهن صباح كل يوم إلى مداخل المدن الكبرى لينتشروا فيها بأعداد كبيرة للتسول من خلال تعريضهن أيضاً وأطفالهن للعنف. وتفحص الشرطة إن كانت عائلات المتسولين شريكة في الجريمة من خلال تلقّي أموال من المشغلين لقاء إرسال أبنائها إلى إسرائيل.