ناصر الحزيمي

&قبل أيام ظهر علينا د.أيمن الظواهري في شريط متلفز يحذر فيه من تنظيم (داعش)! وقال: إنهم أضل من الخوارج.

&

هذا ما قاله ولكن ما الذي يجعل الظواهري يخرج من مخبئه الحصين والسري جدا؟ وهل ما قاله مهم حقيقةً؟

&

إن ما قاله أيمن الظواهري غير مهم في ظاهره أما في باطن الأمر فأيمن الظواهري يعيش حالة من القلق بسبب تمدد عناصر التنظيم الإرهابي. فمنذ إعلان (داعش) عن قيام ولاية خراسان في 2015 وتدفق كوادره على الباكستان، وافغانستان ود.أيمن الظواهري في حالة صراع لم يهدأ. خصوصا وأنه قد عهد وجرب هذه الكوادر التي انقلب الكثير منهم عليه، وعلى كوادر القاعدة بل إن كثيرا منهم على معرفة شخصية بأيمن الظواهري، وولاية خراسان حسب خرائط (داعش) تغطي جميع افغانستان وإيران وبعض الباكستان، وكازاخستان، وقرقيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، واوزبكستان، هذه هي خراسان حسب مفهوم (داعش).

&

وكما نرى ففي هذه الولاية ما يقرب من ثماني دول أغلبها ما كان يطلق عليه الجمهوريات الإسلامية التي كانت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي، وتتمتع بموارد مهمة، كما أن مسلميها في حالة حماس للتدين من جديد بعد حكم الاتحاد السوفياتي سابقا، ما أريد قوله هو أن هذه الأماكن تعتبر حاضنة مثالية لعناصر (داعش)، والظواهري بدأ يستشعر خطر وجود هذا التنظيم المتطرف في المنطقة عموما ومنطقة افغانستان على وجه الخصوص، التي أصبحت مأوى لفلول (داعش) خصوصا وأن عناصرها وقياداتها قد ضيق عليهم جدا في العراق والشام من قبل دول التحالف.

&

كما يخشى الظواهري أن تُمنح كوادر (داعش) تسربا آمنا إلى افغانستان والباكستان ما يوقعه بدوامة حقيقية من الصراع على أكثر من جبهة. يضاف إلى ذلك الصراع على كل شيء مع (داعش).

&

وبواقع خبرة الظواهري السابقة وقناعته فهو يرى أن الغرب دائما يبحث عن أسهل الطرق للخلاص من الصراع مع (داعش)، وهو هنا نقل أرض الصراع إلى افغانستان وحصره بين تيارين إسلاميين هما داعش وطالبان.

&

وحقيقةً فإن هذا الصراع قد بدأ بالفعل منذ اعتراض الظواهري على إعلان ما يسمى بدولة الخلافة في الشام والعراق، وأخذهم البيعة لأبي بكر البغدادي كخليفة أوحد لجميع المسلمين، وطعنهم في إمارة الملا عمر أمير طالبان الذي بايعته جماعة الظواهري "القاعدة"، فقد عدد أبو محمد العدناني مثالب الظواهري وطالبان، وعدها مثالب تقدح في شرعية وجودهم وأفعالهم كمجاهدين يقاتلون أعداء الإسلام وأقوى مثلبة وجهتها (داعش) لـ(القاعدة) هي أنهم يتحالفون مع إيران، وينسقون مع حزب الله.

&

هذا الكلام صحيح ومثبت وهو ما أضعف موقفها أمام بعض عناصرها التي مالت لـ(داعش) بسبب ادعائها العداء الشديد للشيعة بعد ذلك.