&لبنان: التيار البرتقالي يهدّد بالمواجهة وقلب الطاولة وأسئلة حول موقف حزب الله

&

سعد الياس

في انتظار جلسة مجلس الوزراء المقبلة في 8 ايلول/سبتمبر ستتواصل الاتصالات في محاولة لتبريد احتقان التيار الوطني الحر الذي لعن رئيسه الوزير جبران باسيل كما قال «كل من يحاول اقتلاعنا من الحكومة بعقد جلسات غير ميثاقية» رافضاً «صدور أي مرسوم لا يوقّع عليه التيار».

لكن الأصوات التي ما زالت ترتفع من قيادات التيار العوني تبدو مصممة على الاستمرار بالمواجهة إذا لم يتم تعيين قائد جديد للجيش بالتوازي مع سلسلة اتصالات في العلن وخلف الكواليس لمنع تعطيل الحكومة.

وكانت مقاطعة وزيري التيار البرتقالي ووزير حزب الطاشناق جلسة الحكومة الأخيرة معطوفة عليها استقالة الوزير الكتائبي وانسحاب وزير السياحة ميشال فرعون اعتراضاً على بحث مواضيع تم الاتفاق على تأجيلها، أسفرت عن تأجيل جلسات مجلس الوزراء أسبوعين. لكن وفيما طرحت علامات استفهام حول أسباب غياب وزير الداخلية نهاد المشنوق عن جلسة مجلس الوزراء الأمر الذي قرأ فيه البعض رسالة تضامنية مع العماد ميشال عون فإن البعض سأل عن سبب عدم انسحاب وزيري حزب الله من الجلسة كما فعل وزير السياحة اعتراضاً على اتخاذ المجلس قرارات في ظل غياب المكونات المسيحية الأساسية.

وإزاء هذه المفارقة من حليف العماد عون، لاحظ البعض أن أجندة التيار الوطني الحر لم تعد تلتقي مع أجندة حزب الله حيث أنه لم يسانده فعلياً في أي من معاركه السياسية الكبرى إلا في الموقف. فكان ان حارب «التيار» التمديد لمجلس النواب في المرتين الأولى والثانية وحيداً، واعترض على التمديدين الأول والثاني لقائد الجيش العماد جان قهوجي وحيداً أيضاً، في حين آثر «حزب الله» خيار تأجيل التسريح على «الفراغ» في المؤسسة العسكرية، وهو الأمر المرجح ان يتكرر مع التمديد المرتقب الثالث لقهوجي في الأيام المقبلة. حتى ان بعض الأوساط لاحظ أن دعم حزب الله المطلق لترشيح عون لرئاسة الجمهورية بقي لغاية الآن في اطار الموقف، من دون ان يتدخل أولاً لدى حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولدى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لتليين موقفهم من ترشيح رئيس التكتل، خصوصاً بعد ان تعززت حظوظ العماد عون بعد دعم ترشيحه من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعدم ممانعة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط التصويت لعون.

لذلك، وفي ظل مأزق عون الرئاسي بدأت مصادر في التيار الوطني الحر تتحدث عن امكانية قلب الطاولة على الحلفاء والخصوم، وعن خطوات مرتقبة حتى بالنسبة إلى مقاطعة طاولة الحوار الوطني في 5 ايلول/سبتمبر.

في المقابل، يسخر عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الياس الزغبي من التهديدات حول لجوء العماد ميشال عون إلى قلب الطاولة على الجميع واللجوء إلى التصعيد وصولاً إلى الاستقالة من الحكومة وهو قال لـ «القدس العربي» إن «هذه اللغة حول قلب الطاولة سبق وجرّبناها وسمعنا عن تسوناميات وعن اقتراع بالأقدام وجاءت التحركات هزيلة. كل ذلك لا يؤدي إلى مكان، ولندرك أن التظاهرات في لبنان الآن تقتل الوضع اللبناني وتسير به من سيئ إلى أسوأ». وسأل «أي حركة يهددون فيها تخربط وتزعزع الوضع ولن تقدم شيئاً إيجابياً بل سلبياً، ولا أعرف إن كانت هناك حكمة ووعي بدل استخدام سياسة عليّ وعلى أعدائي يا ربّ». ورأى «أن الحركة الإعتراضية هي زوبعة في فنجان وهي كالحركات الاعتراضية السابقة حيث وصلوا إلى درجة التهديد بتسونامي وبتظاهرات مليونية فماذا حققوا؟ هناك الكثير من الارتجالية في العمل السياسي التي لا تؤدي إلى نتيجة، والفريق ذاته استخدم الأسلوب ذاته منذ 28 سنة من دون أن يحقق شيئاً خصوصاً تحت شعار استعادة حقوق المسيحيين، وليس هكذا نحصّل حقوق المسيحيين من خلال سياسة الديماغوجيا وطرح الشعارات العالية السقف».

وقلّل الزغبي من أهمية الحديث عن الميثاقية مميزاً بين استقالة الكتائب ومقاطعة التيار الوطني الحر. وقال «صحيح أن هناك غياباً لمكوّنين عن الحكومة ولكن هناك سببا مختلفا لغياب كل مكوّن، فقد استقال وزير الكتائب لسبب مختلف عن مقاطعة الوزيرين العونيين ولا يمكن القول إن الكتائب انسحبت لسبب ميثاقي، ولا يمكن الحديث عن عدم وجود القوات اللبنانية في الحكومة لأنها لم تدخل أصلاً إلى الحكومة».

وعن المانع من تعيين قائد جديد للجيش في الحكومة قال الزغبي «أول محظور لعدم تعيين قائد الجيش هو غياب رئيس الجمهورية الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإذا لم يكن لرئيس الجمهورية رأي في تعيين قائد الجيش الجديد نكون أمام خلل كبير، فكيف نطالب من جهة بإنتخاب رئيس جمهورية قوي ومن جهة ثانية نسعى لتفريغ صلاحيات هذا الرئيس ونعلّب له أهم تعيين يفترض أن يكون له الرأي الأساسي فيه؟!».

ورداً على رفض التيار العوني التمديد لقائد الجيش قال «إن أخطر تمديد تمّ ليس التمديد لقائد الجيش وليس التمديد لمجلس النواب مرتين بل التمديد للفراغ الرئاسي الذي هم صنعوه وهم أنفسهم المعارضون للتمديد لقائد الجيش ولمجلس النواب، وكل ذلك تحت شعار الميثاقية وكم من الجرائم ترتكب بإسم الميثاقية؟!». ولاحظ «أن القطبة المخفية ليس الوقوف ضد التمديد للعماد جان قهوجي بحد ذاته بل وقوف ضد الفرصة التي ستبقى مفتوجة للعماد قهوجي، لأن قائد الجيش عندما لا يزال داخل القيادة يبقى اسمه مطروحاً للرئاسة خلافاً للوضع في حال خروجه من قيادة الجيش».

ولماذا لا يحق للعماد عون أن يأتي رئيس جمهورية كسواه من قادة الجيش؟ أجاب الزغبي «هل هي قاعدة في السياسة اللبنانية، هذه ليست قاعدة يبنى عليها، وليس كل قائد جيش وصل رئيساً للجمهورية».

&

&