عزة السبيعي

تقول لي هيلين إن عجوزا إنجليزيا شتمها في الباص وطلب منها العودة إلى بلادها لترد عليه هلوو أنا إنجليزية ولقب عائلتي تحمله مقاطعة في شمال إنجلترا، تشير هيلين إلى حجابها وتقول يبدو أن الحجاب أصبح بالنسبة لهم باسبور أجنبيا نحمله معنا في كل مكان، قلت لها ضاحكة، لكن بريطانيا تقبل من المواطنين تعدد الجوازات ليس كالسعودية مثلاً.

معاناة المسلمات مع العنصريين لا تنتهي بسبب حجابهن ولا يمكن مقارنة الأذى الذي يتعرضن له بما قد يتعرض له المسلمون الرجال مع هذا الارتفاع الهائل في الإسلام فوبيا، بل إن مهاجرين من دول أخر كالصين والهند يمارسون العنصرية نفسها مع النساء المسلمات، فمن دفع الفتاة المحجبة في الأندر قراوند لتصدم بالقطار في لندن العام الماضي كان آسيوياً.

هل الحجاب مستفز للناس في الغرب؟ نعم وبكل درجات التزام صاحبته تقول لي ليزا إنها خلعت النقاب حتى تسترضي والدتها، لكن والدتها ما زالت غاضبة ليس من دخول ابنتها في الإسلام، لكن من حجابها تحديدا، إنها تقول لها كل يوم هذه الملابس السوداء تحطم حياتك، قلت لها لماذا لا ترتدي الأبيض فالإسلام لا يشترط اللون، لترد مهما فعلت ستظل غاضبة، الحجاب يذكرها أني مختلفة.

في الواقع هذا هو بيت القصيد، هم يريدون أن يبدو الجميع بالشكل نفسه، وربما يغضبهم لا يستفزهم الاختلاف الذي يشير إلى تخلف عقلي يعانيه صاحبه مثل الإيمو، لكن يستفزهم الشخص الذي يشير مظهره إلى أيديولوجية معينة يخبرهم الإعلام بأنها تحمل لهم الموت.

ربما كان الشيء الوحيد الذي يعدل الأمور ويقلل العنف هو أن تحدث هذه الفتيات الفرق أن يظهرن في كل مكان ويذهبن للجامعات ويقدمن البرامج في التلفاز ويكتبن في الصحف وألا يستمعن إلى الدعاوى التي تطالبهن بالبقاء خلف الجدران.

تقول لي باحثة سعودية في الأدمغة إن مشرفها، وهو أحد أهم العلماء في العالم في تخصصها، قال لها كنت أنوي رفض طلبك للانضمام إلى فريقي عندما رأيت حجابك، لكنني غيرت رأيي بعد ثلاث دقائق من حديثك. أقول ربما تأكد أن الحجاب لا يحجب العقل.

&