&تركي الدخيل

لم تكن السعودية خالية من الترفيه كما يقول البعض، بل في السنوات قبل عام 1979 كانت الوسائل متاحة، نرى في أقصوصات الصحف القديمة إعلانات عن مسرحيات، وبرامج عشاء في فنادق، وحفلات غنائية وفنية، كانت جزءاً من ذاكرة المجتمع وذائقته، لكن الذي حصل أن قطيعةً حدثت بين الذاكرة الفنية والمجتمع، سببها غيبوبة مطلقة وتنويم مغناطيسي-على حد وصف علي الوردي- لمجتمعٍ بأكمله.

لم تكن تسيطر على المجتمع إلا مهرجانات ذات خطابٍ واحد ولغةٍ واحدة ونكهة واحدة، نشأ خلال تلك القطيعة جيل جديد بأكمله ولد ولم يجد أمامه إلا هذا الخطاب، فتمت برمجة الجيل على نسيان وطمس معالم ما صار يعرف بـ «الزمن الجميل».

نجح الخطاب الواحد بتشويه الفن، فحين ترتبط حفلة من ألف حفلة ببعض الأمور المخلّة يتم تعميم كل الحفلات على نموذجٍ طارئ، وحين يخطئ فنان أو تصرفه الأقدار نحو إدمان من بين ألف فنان يوصم الفن كله على أنه عفن، بينما الوسط الفني يشبه المجتمع.

من المفيد أن نرى جيل الثمانينات تحديداً في تويتر، وهو يعارض وينافح ضد الذين اختطفوا حياتهم لعقدين وأكثر، لا تقسوا على المجتمع، إنه متشوق إلى الفرح بالغريزة، ويسعى نحو السعادة، وينشد البهجة، دعوا المجتمع يعيش!.