&علي أحمد البغلي&

لم نسترد أنفاسنا من بطش ووحشية «داعش» والمنتمين إليه بممارساتهم، التي يفاخرون بها على رؤوس الأشهاد.. وهي ممارسات دموية وحشية لا إنسانية، قولا واحدا، يندى جبيننا لمجرد التفكير في أننا نشارك هذه الزمرة الخسيسة من الوحوش البشرية نفس الديانة!.. وهذا هو مصدر استغرابنا الشديد من المتعاطفين مع ذلك الفكر صراحة، أو ضمنا، وأقصد بضمنا هنا، كل من لم يندد بصراحة وصدق بأفعال هؤلاء من الأصوليين التكفيريين بين ظهرانينا.

«داعش» بعد أن أفلست أفكاره على كل الصعد الإقليمية والدولية، التجأ مؤخرا الى فكرة مطورة، استنادا الى ملاحقة العالم كله لفعاليات اولمبياد ريو دي جانيرو (البرازيل)، الذي اختتم منذ أيام، وتابعه العالم أجمع، ملقين «داعش» وأخباره في أسفل صناديق قمامة اهتماماتهم!

لذلك، سعى «داعش» مؤخرا لاستغلال رياضة كرة القدم تحديدا، لتجنيد المقاتلين وكسب اتباع «مغفلين» جدد.. وذلك كما تقول الأخبار تعويضا للخسائر التي يتكبّدها هذه الأيام في العراق وسوريا وليبيا..

وقد لقب ذلك الاتجاه المستجد من وسائل الاعلام «بأولمبياد التطرّف»، يسعى «داعش» فيه الى الاستفادة من الشعبية الجارفة التي تحظى بها كرة القدم بين أوساط الشباب، لتجنيد عناصر جديدة وتلميع صورة التنظيم في المناطق التي ما زال يسيطر عليها..

هذه الدعوات أثارت استغراب ودهشة كثير من المراقبين، ومنهم مستشار مفتي مصر الدكتور ابراهيم نجم، الذي علّق بالقول: «إن مخطط داعش الجديد يتنافى مع فتاويه السابقة التي حرمت لعبة كرة القدم، واعتبرها الهاء عن تأدية الواجبات الدينية! ما يؤكد كذب التنظيم وتلونه لخدمة أغراضه الخبيثة»، وللمعلومية فان «داعش» قد قام في السابق بتحريم لعبة كرة القدم نهائيا، واعتبرها تصرفا غير إسلامي! وقد قام ناشطوه في سوريا بذبح لاعبي كرة قدم محترفين.. وفضل «داعش» تبني رياضات أو مسابقات رياضية في العراق، مثل شد الحبل، والكراسي الموسيقية، ونفخ البالونات.. وهذا ــ بنظري ــ دليل يؤكد إفلاس «داعش» وتلونه وعدم ثباته على آرائه مثل التنظيمات الأصولية التي سبقته، واستقى منها كثيرا من افكاره وعقائده التكفيرية! متمنين على الله أن يكون ذلك نذير مواراة «داعش» وأفكاره وعقائده الى مثواه الأخير في الدنيا والى جهنم وبئس المصير في الآخرة..

* * *

«60» شابة وسيدة كويتيات وأجنبيات أو كويتيات من أصول أجنبية كما يتضح من أسمائهن، صدر قرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل باشهار جمعيتهن باسم «جمعية سور وبتمست الكويتية لتنمية المجتمع» بتاريخ 17 أغسطس الجاري، ونشر في الجريدة الرسمية.. وقد اطلعت بإعجاب كبير لأهداف هذه الجمعية السامية وهي: تعزيز التمكين الاقتصادي للشباب، من خلال التدريب المهني، وتطوير مهارات القيادة وريادة الأعمال، ورفع المستويين الثقافي والتعليمي للشباب، وزيادة فرص التطور المهني، والعمل على حماية البيئة ومكافحة أسباب التلوث، وتشجيع النواحي التربوية والاعلامية والثقافية المرتبطة بالبيئة وحمايتها، والتركيز على الرعاية الصحية للأسرة، وتنمية الوعي الغذائي، وانهاء العنف في المجتمع، ودعم مشاركة المرأة، وإعطاؤها صوتا لمعالجة القضايا الاجتماعية..

وأنا أقف قلبا وقالبا مع جمعية النواعم أو القوارير، كما وقفت وكنت مساندا للمرأة في تاريخي السياسي والصحافي وفي حقوق الإنسان، متمنيا لهن التوفيق والنجاح ومساندة المجتمع الرسمي والأهلي لهن.. ولي طلب أخير منهن هو أن يشرحن لي ماذا يعني «سور وبتمست» اسم الجمعية؟! ولماذا لم تضم أحدا من الجنس الخشن كمؤسس، واقتصرت على عضوية القوارير التي أوصانا ديننا الحنيف بالرفق بهن؟!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

&