&مجلس الأمن يمتنع عن إصدار قرار يدين عملية «التطهير» على الحدود المغربية الموريتانية

&

محمود معروف&

&امتنع مجلس الأمن الدولي، مساء يوم الجمعة، عن إصدار قرار يدين عملية التطهير التي تقوم بها السلطات المغربية، في منطقة «قندهار» قرب الحدود مع موريتانيا، بناءً على شكوى بعثت بها جبهة البوليساريو بشأن العملية التي اعتبرتها خرقاً لوقف اطلاق النار.

وقال المندوب الدائم لماليزيا، الذي تترأس بلاده المجلس، أن المجلس اكتفى بالمطالبة بمعلومات إضافية حول تحركات المغرب بالمنطقة العازلة، بدون ذكر مزيد من التفاصيل.

وحاولت جبهة البوليساريو انتزاع إدانة رسمية من قبل مجلس الأمن للعملية العسكرية التي قام بها المغرب في منطقة «الكركرات» واستهدفت المهربين وتجار المخدرات، قالت الأمم المتحدة، أكدت أن بعثتها في المنطقة (المينورسو) لم ترصد وجود أي معدات عسكرية اثناء قيام المغرب بعملية التطهير، بل لاحظت، فقط، وجود سيارات وصفتها بـ«المدنية».

وأثارت عملية التطهير التي قامت بها القوات المغربية لمنطقة الكركرات المحاذية للحدود مع موريتانيا وتقع خارج الحزام الأمني الذي تزنر به الصحراء، احتجاج جبهة البوليساريو، التي تعتبر المناطق الصحراوية خارج الحزام، مناطق محررة وتشملها اتفاقية وقف اطلاق النار بين المغرب والجبهة 1991.

وعقدت الأمانة العامة لجبهة البوليساريو السبت، اجتماعاً طارئاً ترأسه زعيمها ابراهيم غالي وخصص لدراسة العملية التطهيرية التي قام بها المغرب في الكركارات وقالت إن ما قام به المغرب يخلق مزيداً من التوتر والاحتقان .

واتهمت الجبهة في بيان لها المغرب بكونه «نهجاً عدوانياً ستكون له عواقب وخيمة على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، مما يتطلب من مجلس الأمن الدولي تحمل مسوؤلياته والإسراع في تدارك الوضعية والتدخل بشكل عاجل وحازم لوقف إطلاق النار».

وكانت الجبهة راسلت في وقت سابق الأمم المتحدة لكن المنظمة الدولية لم تعر اهتماماً لمزاعم الجبهة واعتبرت أن ما يقوم به المغرب أمر طبيعي.

كما خلقت العملية المغربية توتراً صامتاً مع موريتانيا، نظراً لقرب المنطقة التي شملتها عملية التطهير من مدينة الكويرة أقصى الجنوب المغربي التي تخضع للادارة الموريتانية منذ 1979، وقالت تقارير سابقة ان المغرب احتج السنة الماضية رسميا على رفع موريتانيا لعلمها في المدينة.

وقالت تقارير موريتانية، ان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، قام بزيارة لمنطقة «الكويرة» المغربية، خلال زيارته الأخيرة لمدينة نواذيبو، وسط حديث عن تصاعد التوتر مع المغرب، تقول الأوساط الغربية انه توتر نتج بعد انحياز عبد العزيز لجبهة البوليساريو.

وأفادت صحيفة موريتانية محلية، أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، حرص خلال سنتني (2015-2016) على أخذ راحته السنوية بولاية تيرس زمور وداخل نواذيبو، في رسالة بالغة عن مدى الاهتمام الذى يوليه الرئيس الموريتاني للشريط الشمالي، في ظل تصاعد خلافه مع المملكة المغربية.

وأضافت الصحيفة الموريتانية حسبما نشره موقع الايام 24 المغربي، انه قبل أسبوعين فقط زار الرئيس الموريتاني مدينة نواذيبو، بل أقام فيها لعدة أيام، وسط حديث متصاعد عن أزمة «لكويره» بين الحكومة الموريتانية والمغربية، وهو ما يعزز فرضية زيارة ولد عبد العزيز لها خلال فترة الراحة، ومتابعة المنطقة عن قرب والتدابير الأمنية المقامة بها.

وأوضحت ان العلاقات المغربية الموريتانية تمر منذ أشهر أمام محك حقيقي، بداية بحضور وفد رسمي موريتاني لجنازة الزعيم السابق للجبهة محمد عبد العزيز، مروراً برفض العاهل المغربي استقبال وزير الخارجية الموريتاني وتخلفه عن حضور القمة العربية التي نظمت مؤخراً بنواكشوط، وصولاً إلى الاجتماع العاصف الذي عقده الجنرال بوشعيب عروب مع الرئيس الموريتاني، حيث طالبه بسحب القوات الموريتانية ببعض المناطق في الجنوب المغربي على غرار مدينة الكويرة.

وتقوم دوريات عسكرية موريتانية منذ سنوات بتفقد شواطئ «الكويرة» بين الحين والآخر، حيث بقيت «الكويرة» ضمن الأراضي التي لم تفوتها موريتانيا إلى المغرب بعد انسحابها من الجزء الجنوبي من الصحراء الغربية 1979. وتشكل «الكويرة» كلمة أسطورية للمغاربة للشعار الذي كان قد رفعه الملك الراحل الحسن الثاني حول الوحدة الترابية للمغرب «من طنجة إلى الكويرة».

وقال مولع الايام 24 انه منذ إعلان المغرب عزمه بناء ميناء الداخلة في الصحراء كبرى حواضر وادي الذهب، للانفتاح على منطقة غرب إفريقيا، عمدت موريتانيا تدريجياً الى ترسيخ وجودها العسكري في «الكويرة»، مما شكل توتراً بين الرباط ونواكشوط.