&فاتح عبد السلام&

&ما أتعس البلد الذي يختصر النظر اليه من خلال رأس أو رأسين . وتخيلوا &لو ان يف الولايات المتحدة أو بريطانيا أو المانيا &عدداً من الرؤوس مهما كان حجمها وكمية الشعر أو الخرف فيها تحجب رسائلها الى العالم في التطور والحضارة والعلم والفن والرياضة ، ماذا كان يمكن أن يحدث.&

العراق اليوم مبتلى بعدد قليل من الرؤوس المهووسة باشغال البلد واشعاله بتفاهات &حولت العراق في نظر الآخرين الى أي وصف سيء لا أريد تسميته.

&&كان ناظم الغزالي &صوتاً عابراً للحكومات والملوك والرؤساء لا تحجبه أزمة حكومية ، وكان بدر شاكر السياب محط إعجاب العرب كلهم يحجون الى قصائه حجاً لا يحجبه عنهم أزمة أمنية ولا قلق من مليشيا أو إرهاب. &وكذلك شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري لم تقننه أحزاب وقد سعت ولا مليشيا ولا زعيم ولو أحب َّ ، وظل حتى موته شاعراً عابراً للطائفية ولا معنى لسوى العراق في شعره.

&العراق لا متنفس فيه إلا لمن يركب الموجة السياسية التي تعصف به، فيصفق لهذا ويزمر لذاك ويطبل لهؤلاء.

&اثنتان تنعقان في البرلمان منذ شهور وثلاثون هائجون &وخمسون مائجون والبقية تائهون ، وكأن العراق حكر لهم، يسلخون من جلده كيف يشاءون وكما يراد منهم، ولا أثر لجهد ولو ضئيل في رفع منزلة عالم في الطب أو الهندسة أو الأحياء ولا أمل في اكتشاف مواهب عراقية في الرياضة أو الفن أو الشعر مطمورة في قرى وأرياف متعبة تعيسة يكاد بعضها لا يصلح لعيش البشر من حيث الماء