&عودة الحريري المفاجئة إلى بيروت قبل 28 الشهر الحالي تفتح باب التكهنات حول إمكان التخلي عن فرنجية وتبني عون

سعد الياس&

بشكل مفاجىء عاد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى بيروت مساء السبت قبل 4 أيام من موعد انعقاد الجلسة الـ 45 لانتخاب رئيس الجمهورية يوم الاربعاء في 28 ايلول/سبتمبر، ما رفع سقف التكهنات حول أبعاد هذه العودة الحريرية ومدى ارتباطها بالتسريبات الكثيرة التي برزت قبل أسبوعين وتتحدث عن لقاءات بين الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل وعن اتصالات على خط مدير مكتبه نادر الحريري أوصلت إلى حد إبلاغ نادر الحريري الرابية مقر العماد ميشال عون أن سعد الحريري سينتخب العماد عون.

وتأتي عودة الحريري لتستبق التحركات التصعيدية التي يعتزم التيار الوطني الحر البدء بها اعتباراً من محطة 28 ايلول/سبتمبر وصولاً إلى محطة 13 تشرين الاول/اكتوبر في حال عدم انتخاب عون رئيساً، والتي قد تسرّع بها دعوة رئيس الحكومة تمام سلام إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الخميس في 29 ايلول/سبتمبر لطرح قضية التعيينات في قيادة الجيش ورئاسة الأركان.

ومن المعروف أن هناك توجهاً وزارياً وسياسياً واضحاً للتمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي لمدة سنة إضافية، وهو ما يعارضه بشدة العونيون الذين يرون في طرح المسألة على مجلس الوزراء مجرد مسرحية لإعلان الفشل في التعيين وفتح الباب أمام وزير الدفاع سمير مقبل لاستصدار قرار بتأجيل تسريح قهوجي، في وقت من غير الممكن قانوناً التمديد لرئيس الأركان الحالي اللواء وليد سلمان وأن هناك إصراراً درزياً على تعيين رئيس أركان جديد وعدم ترك المركز شاغراً .

وستتابع الرابية حركة الرئيس الحريري، واللافت هو صمت كل من العماد عون والحريري. وإذا كانت كتلة المستقبل أكدت بعد اجتماعها الأخير تمسكها بترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، فإن الانظار تتجه إلى اجتماع الكتلة يوم غد الثلاثاء الذي سيترأسه الحريري وما سيصدر عنه.

فإذا تمسّك الحريري بترشيح فرنجية فهذا معناه مؤشر لخروج عون عن صمته والتعبير عن غضبه بالموقف وفي الشارع، وإذا استطاع إقناع نواب كتلته وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة بخيار عون على أساس أن لا أفق للخروج من سياسة الانتظار سوى بانتخابه، فسيقطع الطريق عندها على أي تصعيد عوني، وسيفتح باب الحلول لعودته إلى رئاسة الحكومة كما أنه سينزع الخلاف الذي سيبرز حتماً حول الجلسة التشريعية التي سيدعو إليها الرئيـس نبيه بري بعد بدء العقد العادي الثاني والتي سـتقاطعها الكتل المسيحية اعتراضاً على غياب الميثـاقية وعـلى عدم إدراج قانون الانتخاب في صدارة جدول الأعمال.

لكن البعض يعتبر أن المدة الفاصلة عن جلسة 28 ايلول/سبتمبر قصيرة وقد لا تكون كافية للحريري لاقناع من يجب إقناعه بخيار انتخاب عون وتبريد المواقف المتشنجة، إذا صحّ أنه قد يسير بمثل هذا الخيار.

وعليه، فإن مشاورات ستجرى على مدى أيام مع عدد من القيادات اللبنانية من بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي تردّد أنه قد يكون التقاه في زيارته خارج لبنان.

وكان الحريري طرح على كتلة المستقبل في وقت سابق خيارين : التمسك بترشيح سليمان فرنجيه مهما كانت التكلفة، أو التفكير بتبني خيار ميشال عون.

ويومها انقسمت الكتلة وكانت الأكثرية مع فرنجية باستثناء عدد من النواب بينهم وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائبان سيرج طورسركيسيان وباسم الشاب.

وحسب المعلومات فإن الحريري بات منزعجاً من المأزق السياسي الراهن ومن ضائقته المالية ومن الأزمة التي تعصف بتيار المستقبل والتي لا تتيح له فرض شروطه، ويعتبر أن سياسة الانتظار ستزيد من إضعاف البلد وستنعكس سلباً أيضاً على وضعيته ووضعية تياره.

وبات يدرك الحريري أن هناك صعوبة في تسويق ترشيح فرنجية في ظل موقف حزب الله والثنائي المسيحي عون وجعجع ما يقتضي البحث عن خيارات جديدة.