&لبنان: بري يقذف موعد الانتخاب أكثر من شهر احتجاجاً على أي طبخة رئاسية بمعزل عنه

&

سعد الياس&

& لم تحمل الجلسة الـ 45 لانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان أي مفاجأة، وفي وقت كان النواب يترقّبون الموعد الجديد للجلسة الـ 46 لاستشكاف قرب نضوج التسوية أو عدمه، فأن الرئيس نبيه بري قذف الموعد أكثر من شهر على غير عادته إلى 31 تشرين الاول/اكتوبر.

وفسّر أحد النواب لـ «القدس العربي» هذا التأجيل الطويل بأنه رسالة سياسية اعتراضية على ترشيح رئيس تكتل التغيير وال إصلاح العماد ميشال عون وعلى أي طبخة بمعزل عنه، بمعنى أن بري يقول « إذا كنتم تطبخون لوحدكم فلن تأكلوا إذا لم أكن حاضراً الطبخة».&

لكن بري عاد وأوضح في لقاء الاربعاء النيابي أنه يمكن تقريب موعد جلسة الانتخاب إذا تمّ التفاهم على الرئاسة.

وأكد على موقفه «بأن الاتفاق على جملة التفاهمات هو المعبر للحل المتكامل الذي يبدأ برئاسة الجمهورية»، ونقل عنه النواب أن «ليس لديه شيء حتى الآن في شأن ما يثار ويقال حول الرئاسة والحراك الحاصل الآن».

في موازاة ذلك، نفى المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل ما أشيع عن مقاطعة الرئيس بري لجلسة الانتخاب في حال السير بخيار عون، وأوضح «لم نقل ولا مرة إننا سنقاطع».

وكان 50 نائباً حضروا للمشاركة في جلسة الانتخاب ليس بينهم الرئيس سعد الحريري الذي واصل مشاوراته وزار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وتغدى إلى مائدته بحضور الرئيس أمين الجميّل.

وذكرت مصادر كتائبية أن الحريري لم يأت لترويج أي شخص بل للحديث عن الوضع العام وفكفكة العقد، وجددت موقفها بعدم انتخاب مشروع 8 آذار.

إلا أن اللافت بين الحضور النيابي في ساحة النجمة امس كان نائب زغرتا اسطفان الدويهي الذي يشارك للمرة الأولى في جلسات الانتخاب بعد المقاطعة الطويلة.

وقال «نحن لا نُسأل عن مشاركتنا لأننا الأحرص على المؤسسات»، وشدّد على «ضرورة العمل على أوسع مشاركة ممكنة من أجل التوافق الوطني، وهذا نجده في رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية».

وقال «نحن لا نطلق مواقف رداً على تقارير إعلامية»، مؤكداً أن «موقف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري واضح لجهة ترشيح فرنجية ونحن وجميع المخلصين نعمل من أجل لبنان الأمن والأمان، الاستقرار والشراكة الوطنية والمؤسسات والوطن الذي يتسع لجميع أبنائه بدون استثناء، الواحد الموحد، وسنواجه كل محاولة لتغيير الصيغة اللبنانية الفريدة وتغيير وجه لبنان الرسالة، الوطن والسيادة».

وأكد الدويهي أن «المداولات والمشاورات ما زالت في بداياتها، لأن الاتفاق على سلة متكاملة يتطلب وضوحاً ورؤية وتفاهماً وتجاوزاً للمنافع الشخصانية والمحاصصات التي تتناقض مع الدستور والميثاق كما نفهمه، فعندما نكون أمام خيار المصلحة الشخصية وخيار المصلحة الوطنية من المؤكد أننا سنختار المصلحة الوطنية»، مشدداً على أن «حضورنا واضح في جلسات انتخاب الرئيس، ومستعدون لانتخاب رئيس الجمهورية أياً يكن».

وتزامنت مشاركة الدويهي ومشاورات الحريري الرئاسية مع تغريدة للنائب فرنجية عبّرت عن انزعاجه من توجهات الحريري حيث قال «إذا اتفق سعد الحريري مع عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية سيحصد النتيجة نفسها حينما سمّى الرئيس الجميل عون رئيساً للحكومة عام 1988».

في المقابل، فإن نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان وبعد خلوة عقدها مع الرئيس فؤاد السنيورة قال «ثمّن ما يقوم به الرئيس سعد الحريري من خطوات أساسية يإتجاه تحريك ملف الرئاسة»، وقال «إن انتخابات الرئاسة تمر بتفاهمات وخاصة بين النائب ميشال عون والحريري وطبعاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بمرحلة أخرى».

وأضاف «كلنا نعرف أن اللبنانيين متروكون لمصيرهم وأن هذا القرار أصبح واضحا أنه سيكون لبنانياً، وانتظار الحلول الخارجية غير وارد».

وقال «نعوّل على تحرك الحريري ونأمل أن نصل إلى نهاية قريبة بهذا الموضوع»، معتبراً «أن الجو الضاغط والنزول إلى الشارع لا يخدم»، داعياً إلى «الذهاب إلى حلول نستبق فيها أي تصعيد الذي لن يؤدي إلا إلى مزيد من المشاكل التي نعمل على تجنبها». واعتبر «أن حزب الله لديه قدرة كبيرة بالتحرك وعليه بذل الجهد المقنع باتجاه كل الفرقاء بـ8 آذار لدفعهم إلى انتخاب العماد عون».

وبشأن موضوع السلّة التي يطرحها بري، شدد على «أن أي طرح يجب أن يكون تحت سقف الدستور وخدمةً لتسريع انتخاب الرئيس، أما إذا كان خارج هذه الأطر الدستورية فنحن ضدّه».

من جانبه رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، وفي اشارة ضمنية إلى العماد عون طالب المرشح إلى رئاسة الجمهورية، الذي بلغ سنّه فوق الـ 80 ، بالاستحصال على شهادة طبية، ما اثار حفيظة إعلاميي قناة OTV . لكن التعليق الأبرز جاء من أحد النواب بأن المخوّل لإعطاء شهادة صحية هو مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري.