&منصور أبو العزم

هلل العالم كله عندما تم انتخاب باراك «حسين» أوباما ليكون أول رئيس «أسود» يدخل البيت «الأبيض»، ومن المؤكد أن الأمريكيين السود الذين عانوا من الظلم والقهر والعنصرية ومحاولات التطهير سنوات طويلة، تفاءلوا بانتخاب واحد «منهم»، ليكون رئيسا لأول مرة فى التاريخ.. وأنه ربما «ينصفهم» بعد ظلم طويل.. وينتشلهم من جهلهم وفقرهم ويوقف الممارسات العنصرية ضدهم فى المجتمع والمؤسسات، خاصة الأمن، الذى يعاملهم على أنهم «مجرمون» إلى أن يثبت العكس تماما، كما يعامل المسلمين! ويقول «إيدى جلاود» البروفيسور فى جامعة برينستون ومؤلف كتاب «الديمقراطية بين السود» «إن مجتمعات الأمريكيين السود شهدت تدميرا فى عهد أوباما لم تشهده فى ظل رئيس آخر».

ولم تعرف فترة رئاسته سوى الشعارات الجوفاء، التى لم يكن لها وجود على أرض الواقع، سواء داخل أمريكا أو فى الشرق الأوسط، فقد شهدت السنوات الثمانى التى تولى فيها الرئاسة، ولا أقول التى «حكم» فيها أمريكا، لأن المؤسسات الأمريكية هى التى تحكم وليس الرئيس وهى أقوى منه بكثير، شهدت حوادث عنصرية وقتل ضد السود أكثر من أى حكم رئيس أمريكى «أبيض».. حتى إن صحيفة واشنطن بوست قالت إن أجهزة الأمن كانت أكثر وحشية من عهد أوباما، ولم يجد السود فى أوباما الملجأ والملاذ الذى أملوا فيه و«المنقذ» لهم من الظلم والقهر العنصري، خاصة من جانب مؤسسات الأمن.. ويقول كثير من الأمريكيين السود، إن أوباما لم يكن يعتبر نفسه «أسودا» بل إنه كان يكره أن يصفه الإعلام والعالم بالرئيس الأسود، لأنه وإن كان أسود البشرة فإنه «أبيض» التفكير والعقل.. وينأى بنفسه عن السود تماما لأنه حتى إذا كان والده من أصل إفريقى كينيا ـ فإن أمه أمريكية بيضاء.

وهكذا يعانى أوباما من «شيزوفرينيا» أو انفصام الشخصية ما بين لون بشرته السوداء، وبين عقليته «البيضاء» وللسود رب يحميهم!!