مشاري الذايدي

حزب الله اللبناني هو جزء «عضوي» من العقيدة الخمينية، من الدولة الخمينية، منتم، روحا وجسدا لها، والخمينية تتوسل خطابا دينيا لتسويق مشروع سياسي.

خطاب ديني يحتكر الحقيقة حتى «آخر الزمان» وخروج القائم بأمر آل محمد، خطاب شامل كامل مغلق مطلق، لا مكان فيه لمن يدعي امتلاك حقيقة مغايرة، أو حتى يؤمن بالخمينية إيمانا جزئيا، خاصة إذا كان من أبناء الطائفة الشيعية، ولذلك قتل «حشاشو» «حزب الله»، على طريقة الحسن بن الصباح صاحب آلموت، شخصيات فكرية وسياسية مرموقة مثل مهدي عامل وحسين مروة في لبنان، كما يعلم الكل، رغم أن الرجلين كانا من أنصار «المقاومة» أي «حزب الله»، لكن ذلك لم يشفع لهما، بسبب انتماء الرجلين للفكر الشيوعي.

لكن يغفر «للبعيد» شيوعيته، ويقبل منه مناصرته السياسية والإعلامية للمقاومة، أي «حزب الله»، بل وتصبح مناصرته تلك عملا من أعمال الدعاية للحزب لدى الطوائف والأحزاب الأخرى، كما تصير جزءا من «الماكياج» الدعائي للحزب أمام العالم، خاصة جهلة الصحافيين الغربيين، أو أصحاب الأهواء اليسارية منهم.

كل هذه الاعتبارات جعلت إعلام الحزب الإيراني في لبنان، يحتفي بالكاتب الأردني، الشيوعي، المسيحي، ناهض حّتر، لأنه كان: «مفكرا ومقاوما عنيدا وصاحب رؤية، دافع عن سوريا لأنها عنوان النضال والعروبة، ووقع بدمه وثيقة انتمائه للمقاومة ورجالها وقيادتها التي تدافع عن هوية المنطقة وحضارتها وتنوعها الديني والثقافي وتعدديتها». حسب تعزية حسن نصر الله لعائلة الكاتب المغدور، كما نقلها المسؤول الإعلامي في مكتب حسن نصر الله، حسن عز الدين.

كما قلنا في المقال الأخير، قتل الكاتب الأردني، جريمة، يجب أن يعاقب عليها الفاعل، لكن محاولة الحزب، والجريدة الموالية له، (الأخبار)، استثمار دم ناهض، محاولة مكشوفة، والتكسب السياسي الدعائي منها واضح، خاصة تجاه دولة الأردن، التي لا تنتمي لمحور القوم، فسطاط خامنئي.

جريدة «الأخبار» اللبنانية نقلت كلام من وصفته بنصير المقاومة، مصطفى أبو رمان، في أن قتل ناهض حّتر يوجه رسالة من قبل المقاومين إلى الأردنيين بضرورة تعميق المحبة الإنسانية والوحدة الوطنية «في وجه المتصهينين والدواعش»!

التصهين! هل ذّكر هذا الوصف، القارئ السعودي بشخص ما!؟. والسؤال هنا، هل كل من عارض بشار، وخامنئي، ونصر الله، هو إما متصهين أو داعشي؟ أو هما معا، حسب الكرم الخميني؟

يعني لا يمكن إسباغ وصف المثقف والكاتب الحّر والوطني إلا على من يجهر بنصرته لفسطاط خامنئي، حتى ولو كان شيوعيا صلدا، كناهض حّتر؟
عجبي..