إبراهيم بن محمود النحاس

في الرياض، صورة جمعت 14 رئيس هيئة أركان يمثلون دولاً عربية وإسلامية وصديقة مشاركة في "مؤتمر دول التحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي". هذا المؤتمر الذي عقد يوم الأحد 17 ربيع الآخر 1438هـ جاء ضمن سلسلة من المؤتمرات المعنية بمكافحة الإرهاب التي استضافتها المملكة العربية السعودية خلال العقود والسنوات الماضية.. وهذه المؤتمرات الدولية لها رسالة محددة تتمثل بمكافحة الإرهاب، وللرياض، مكان انعقاد هذه المؤتمرات رسائل متعددة ومتنوعة، منها:

أولاً: إيمان دول العالم بأن دولة الإسلام المملكة العربية السعودية هي التي تعبر عن الدين الإسلامي الوسطي كما جاء به نبي ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. لذلك فإن العمل مع السعودية في مجال مكافحة الإرهاب يساعد الدول في القضاء على أسباب التطرف والإرهاب لأنه يفضح الذين يسعون لتوظيف الدين الإسلامي لخدمة أهدافهم المنحرفة.

ثانياً: إدراك دول العالم غير الإسلامية بأن الدين الإسلامي دين أمن وسلم واستقرار. هذا الإدراك جاء من سياسة المملكة العربية السعودية الإسلامية تجاه القضايا الإقليمية والدولية والتي تدعو فيها دائماً لأهمية دعم الأمن والسلم والاستقرار وتقف بصلابة ضد دعاة التطرف والإرهاب بغض النظر عن خلفيتهم الدينية والعرقية.

ثالثاً: كفاءة السياسة السعودية وقدرة أجهزتها الأمنية على مواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية والقضاء عليها جعلها مرجعاً دولياً في مكافحة التطرف والإرهاب. فدول العالم تدرك مدى صعوبة التعامل مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية وفي الوقت نفسه تقدر وتحترم من استطاع مواجهة والتغلب على هذه التنظيمات الإرهابية.

رابعاً: احترافية السياسة السعودية وقدرتها العالية في الموازنة بين صلابتها في مواجهة الإرهاب وفي الوقت نفسه المحافظة على الحياة المدنية وتحقيق الأمن والسلم المجتمعي. فالمواطن والمقيم في المملكة العربية السعودية الذي يعيش يومه وليله بأمن وأمان بفضل الله ثم بفضل جهود رجال الدولة المخلصين لا يكاد يشعر بالجهد الأمني الكبير الذي يُبذل في مواجهة الإرهاب والإرهابيين. فالموازنة بين المحافظة على الحريات العامة ومواجهة الإرهاب أمر غاية في الصعوبة والتعقيد في ظل دولة مترامية الأطراف.

خامساً: تتابع الجهد الدولي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب جعل من عاصمتها الرياض عاصمة دولية تذهب إليها دول العالم لتنسيق الجهود وتبادل الخبرات ووضع السياسات التي تمكنها من مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات المتطرفة والإرهابية.

إن اجتماع رؤساء هيئة الأركان يعبر تعبيراً مباشراً عن أهمية الرياض في السياسة الدولية التي أحوج ما تكون فيه لصوت العقل والحكمة. هذا الصوت المعتدل والحكيم يشهد به تاريخ الرياض الذي يحفل بدعواتها الدائمة التي تنادي بالمحافظة على الأمن والسلم والاستقرار وتنادي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتدعو لاحترام السيادة الدولية طبقاً للقانون الدولي.

وفي الختام، إن وجود أربعة عشر رئيس هيئة أركان لدول عربية وإسلامية وصديقة لها ثقلها على المستويات الدولية هو أحد المؤشرات المهمة التي تقول بأن الرياض مركز دولي لمكافحة الإرهاب. فدول العالم قد تجامل دولاً أخرى بالخطابات المرسلة، ولكنها لم ولن تجامل بإرسال جيوشها وقادتها ورجالاتها لعواصم ودول أخرى. وهكذا الرياض، كانت ومازالت وستظل عاصمة قرار عربي وإسلامي ودولي ومحل ثقة العالم أجمع.