منظمة تونسية: بن علي أنفق ملايين الدولارات على وسائل إعلام أجنبية لتلميع صورته أمام العالم

كشفت عن وثائق جديدة تؤكد تغوّل النظام السابق عبر أذرعه الإعلامية الداخلية والخارجية

كشفت منظمة تونسية متخصصة بالشفافية ومحاربة الفساد عن وثائق جديدة تؤكد إنفاق نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي لأموال طائلة على مؤسسات إعلامية أجنبية بهدف تلميع صورته أمام الرأي العام المحلي والدولي.
ونشرت منظمة «أنا يقظ» تقريراً جديداً بعنوان «صناعة الإعلام قبل الثورة: إهدار للمال العام وإفلات من العقاب»، أكدت فيه أن المشهد الإعلامي في تونس قبل الثورة يتلخص بـ»إهدار للمال العام ومحسوبية وغياب للشفافية مقابل تغوّل للسلطة التنفيذية عبر أذرعها الإعلامية الأجنبية والمحلية الساعية لتلميع صورة نظام الرئيس الفار زين العابدين بن علي»، مشيرة إلى أن «عدداً من عرابي «البروباغندا النوفمبرية» (نسبة إلى نظام بن علي) ومهندسيها يصولون ويجولون في المشهد الإعلامي متموقعين من جديد وفي منابر جديدة».
وأكد التقرير أن صناعة البروباغندا السياسية في زمن بن علي «كانت تكبّد خزينة الدولة مئات الآلاف من الدينارات سنوياً (أكثر من 9 ملايين دينار في 2009) من اجل بث اخبارهم الزائفة وتحاليلهم الجوفاء وتقاريرهم المدافعة عن صورة النظام وتشويه معارضيه والتغطية على جرائمه وتجاوزاته في أوجهها المتعددة، مستغلين المئات من وسائل الاعلام الأجنبية وعبر مرتزقة تونسيين همهم الوحيد إرضاء ساكن قصر قرطاج».
ويأتي التقرير الجديد ضمن حملة «وقيّت نحاسبوهم» (حان وقت محاسبتهم) والتي تسلط الضوء على نتائج تقرير اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الفساد والرشوة التي كان يرأسها الحقوقي الراحل عبد الفتاح عمر.
واتهم التقرير عدداً من الإعلاميين التونسيين كبرهان بسيّس والصحبي صمارة وغيرهما بتلقي أموال لتلميع صورة الرئيس السابق بالتعاون مع بعض وسائل الإعلام الأجنبية، من بينها قناة «إي ان بي» اللبنانية وجريدة «الأهرام» المصرية ومجلات «بثينة» و«روز اليوسف» وشبكة «يورو نيوز»، فضلاً عن فضائية «المستقلة» التي يملكها رئيس تيار المحبة الهاشمي الحامدي وتبث من لندن، وذلك بالتعاون مع «وكالة الاتصال الخارجي»، والتي تم حلها من قبل حكومة حمّادي الجبالي عام 2012.
وكشفت المنظمة عن تقرير رسمي صادر عن إدارة الإعلان في وكالة الاتصال الخارجي، يؤكد «تكبّد خزينة الدولة مبلغ مالي ناهز 9.484 مليون دينار (أكثر من 4 مليون دولار) كتحويلات فعلية لفائدة الصحف والمجلات ووسائل الاعلام الأجنبية خلال عام 2009»، وأضافت «ففي سنة وحيدة تمتعت جريدة العرب الدولية بـ 12 تحويلاً مالياً فاق قيمة 335 ألف دينار، حيث أشار تقرير لجنة عبد الفتاح عمر إلى تحمل الوكالة التونسية للاتصال الخارجي انطلاقاً من 2001 وبتعليمات من الرئيس الفار بن علي مصاريف النزاع القضائي الذي كانت جريدة العرب طرفاً فيه (دون ان يكون للدولة التونسية أي دخل فيه). وبلغت جملة التحويلات 2.239 مليون دينار».
كما تضمن تقرير لجنة بن عمر «مراسلة موجهة من مدير قناة المستقلة الهاشمي الحامدي الى الرئيس الفار بن علي في 2009. وقد طلب موافقة بن علي على تنظيم ندوة تلفزيونية على قناة المستقلة للدعاية لخطابه الشهير بعد فوزه في انتخابات 2009، ملتمساً تمكينه من التشجيع والدعم»، مشيرة إلى أن الحامدي «حظي باثني عشر تحويلاً مالياً في 2009 (سنة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس الفار زين العابدين بن علي بنسبة 89.62 % من الأصوات). وقدرت هذه التحويلات المالية بأكثر من 436 ألف دينار».