أكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني اللواء ركن حسين عرب، أن الدعوات لانفصال بعض الأقاليم «غير مناسبة» في المرحلة الحالية، مشيراً إلى أن الشرعية اليمنية تسير نحو دولة «اتحادية» من أقاليم عدة ولكن بعد انتهاء الحرب.

وقال عرب لـ «الحياة» رداً على إعلان رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي، أن المجلس الانتقالي بصدد الترتيب لاستفتاء على انفصال الجنوب عن دولة الوحدة التي قامت في 22 أيار (مايو) 1990 بين شمال اليمن وجنوبه: «هناك مراجع وثوابت وطنية معينة، تعتمد عليها الشرعية اليمنية، وهي مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها 2216 التي تؤكد بدورها على دولة اتحادية».

وأضاف: «خلال فترة الوحدة عانى الشعب في الجنوب كثيراً، وهذا ما يبرر دعوة الجنوبيين إلى الانفصال والحصول على دولة مستقلة، وهو المتفق عليه دولياً ومحلياً ولكن ليس حالياً، لأن اليمن لا يزال يعاني من الحرب».

وتابع عرب: «طموحات البعض هي سبب هذه الدعوات، لكن الشارع اليمني لديه مدارك بحقيقتها»، مشيراً إلى أن الشرعية اليمنية تسير نحو دولة اتحادية من أقاليم، «وكل إقليم لديه استقلاليته ويحكم نفسه وفق ما نصت عليه المرجعيات الثلاث».

ولفت إلى أن بعض دعوات الانفصال تتوافق مع بعض الجوانب التي جاءت في المرجعيات والدستور، «وليس في جميعها، ولكن ليس في المرحلة الحالية لأننا نعيش مرحلة صعبة».

وكانت مدينة عدن العاصمة الموقتة لليمن شهدت قبل أيام، فعاليات جماهيرية وسياسية بمناسبة الذكرى الـ54 لثورة جنوب اليمن على الاستعمار البريطاني، ومن بين الفعاليات تلك التي نظمها ما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي» (المناوئ لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي يدعو إلى انفصال الجنوب عن الدولة اليمنية)، التي أقيمت في حي المعلا، إذ أعلن رئيس المجلس أنه في صدد الترتيب لاستفتاء على انفصال الجنوب عن دولة الوحدة.

وقال الزبيدي في خطاب أمام الحشود المؤيدة له، إنه سيتم تأسيس «جمعية وطنية» للمجلس الجنوبي تضم 303 أعضاء جنوبيين، وتتولى خلال أسابيع إجراء الترتيبات لاستفتاء الانفصال، كما تعهد الحفاظ على كيان المقاومة الجنوبية وتوحيد الصف الجنوبي، معتبراً «الجمعية الوطنية» المزمع تشكيلها ممثلة للشعب الجنوبي (برلمان تحت التأسيس)، وأعلن التصعيد السياسي والشعبي ضد حكومة أحمد بن دغر، التي قال إنها مستضافة موقتاً في عدن، لكونها فشلت في تحقيق تطلعات الجنوبيين، وفي محاولة إعادة القوات الشمالية إلى الجنوب.

في شأن آخر، دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إلى إعادة تفعيل مجموعة رابطة أصدقاء اليمن لدعم اليمن اقتصادياً في ظل الظروف الراهنة.

وذكرت «وكالة الأنباء اليمنية» أن هادي جدد خلال لقائه في الرياض أمس وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، موقفه الدائم نحو السلام، مضيفاً أن الانقلابيين لا يسعون إليه وغير جادين كون قرارهم ليس بأيديهم.

وقال: «رحبنا وما زلنا نرحب بجهود ومساعي السلام وآخرها مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد حول ميناء الحُديدة ومطار صنعاء الدولي وتحصيل موارد الميناء لدى فرع البنك المركزي في الحُديدة وبإشراف الأمم المتحدة، لنتمكن من صرف مرتبات الموظفين في تلك المحافظات».